قيس سعيد يعطل مشروع قانون لتجريم التطبيع

بالرغم من الشعارات التي أطلقها الرئيس التونسي دائما بدعمه فلسطين ورفضه للتطبيع مع الاحتلال، 

إلا أن مؤخرًا كُشف أن قيس سعيد هو العائق أمام سن قانون في البرلمان لتجريم التطبيع مع الاحتلال.

علّق رئيس البرلمان التونسي إبراهيم بودربالة، الجلسة العامة المخصصة للتصديق على مشروع تجريم التطبيع مع إسرائيل، بعد أشغال سادها التوتر والانقسام بين نواب تمسكوا بالتصديق على القانون، وآخرين طالبوا بإرجائه وإرجاعه للنقاش.

وتجمع متظاهرون أمام البرلمان للمطالبة بتمرير القانون رافضين محاولات تعطيله، بينما ظل النواب تحت قبته في حالة تشنج وانقسام بين تمرير القانون أو تأجيله.

وتسببت تلك التجاذبات والمناورات في رفع الجلسة مرات عدة من رئيس البرلمان، الذي اتهمه بعض النواب بمحاولة عرقلة تمرير القانون.

وبعد استئناف الجلسة، كشف إبراهيم بودربالة للنواب عن لقائه بالرئيس قيس سعيّد برفقة نائبين آخرين.

 وقال، إن الرئيس أعلمه أن القانون سيمسّ بأمن تونس وأنه محل مزايدات انتخابية، وتابع، أن رئيس الجمهورية يرفض التطبيع انطلاقا من المسألة الأخلاقية والسياسية.

وإثر ذلك عرض رئيس البرلمان على الجلسة العامة مقترحا من بعض النواب، يطلبون تأجيل النظر في القانون لكن أُسقط المقترح بالتصويت من أغلبية نواب ينتمون لكتل ذات مرجعية قومية معادية لإسرائيل.

بالمقابل، قالت نائبة، إنها تعرضت للتهديد بسبب اتهامها برفض تجريم التطبيع.

 شهدت الجلسة مداخلات عديدة لنواب أعربوا عن دعمهم للفلسطينيين، متهمين الاحتلال بارتكاب أبشع جرائم الحرب في غزة. 

ومزق أحد النواب العلم الإسرائيلي خلال الجلسة التي بثت مباشرة على الإنترنت. ورأى أغلب النواب أن تمرير فصول القانون هو امتحان حقيقي للبرلمان.

وتمت المصادقة خلال الجلسة المسائية أمس على فصلين من مشروع قانون “تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، والاعتراف به والتعامل معه”، الذي يتضمن 7 فصول.

وذلك بالرغم من تصريحات قيس سعيد الانتخابية بدعم الشعب الفلسطيني ورفض التطبيع.

وقال الرئيس التونسي: “هذا الوقت الذي تهدم فيه البيوت على رؤوس الفلسطينيين، وتنتهك فيه كل شرائع الأرض والسماء، في هذا الوقت الذي لا يقطع فيه البنزين عن المشافي، بل تقطع فيه حتى قطرة الماء، وسويت فيه بالأرض لا مربعات بل مدن بأكملها، وتم تهجير قسري لمئات الآلاف من الفلسطينيين، يتحول الصراع للأسف إلى صراع قانوني”.

وأضاف سعيد: ” نحن اليوم في حرب تحرير لا حرب تجريم، ومن يتعامل مع العدو الصهيوني لا يمكن إلا أن يكون خائنا، وخيانته هذه هي خيانة عظمى”.

وأكد سعّيد أن “ما يسمى بالتطبيع مصطلح لا وجود له عندي على الإطلاق لأنه يعكس فكرا مهزوما والفكر المهزوم لا يمكن أن يكون فكر المقاوم والفدائي في ساحات الوغى والقتال”.

وأوضح أن “الغاية من هذه الكلمة ليست الدخول في سجال قانوني عقيم، ولا في جدل حول عدد من المصطلحات والمفاهيم القانونية التي لا جدوى منها في هذه اللحظات التاريخية التي يواجه فيها شعبنا العربي في فلسطين أبشع الجرائم، ولكنه يواجهها بعزيمة الفدائي المقاتل، وهي نفس العزيمة التي نتقاسمها معه، لأننا لا نرضى إلا بالنصر أو الاستشهاد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى