قطار التطبيع يتسارع.. الإمارات تستضيف مؤتمر “سيدات أعمال إسرائيل”
على مدار سنوات، يحاول الكيان الصهيوني تسويق تل أبيب كعاصمة تقنية بالمنطقة أو “سيلكون فالي الشرق الأوسط” كما تطلق عليها وسائل الإعلام العبرية حصرا، لكن بطبيعة الحال كان العزوف الإقليمي حاجزا أكبر أمام أوهام الاحتلال وطموحات انتشاره وتوسعه. لكن هذا الوضع تغيّر جذريا مع اتفاق التطبيع بين الكيان والإمارات، التي أصبحت متنفس دولة الكيان لإعادة تقديم نفسها للعالم الخارجي.
ففي إطار التطبيع والتعاون الاقتصادي بين الإمارات و”إسرائيل”، مؤتمر “سيدات وأعمال” الذي تنظمه شركة إسرائيلية سيُعقد لأول مرة في دبي، حيث ذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” أن مؤتمر “سيدات وأعمال” السادس، الذي تنظمه شركة “ساميط اكسبرس” الإسرائيلية، سيُعقد لأول مرة في دبي بين 18 و21 حزيران/ يونيو الجاري بمشاركة 250 سيدة من “إسرائيل” والإمارات.
وقالت الصحيفة نقلاً عن القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في الإمارات ايتان نائيه إن “جزءاً من اللقاءات التي تم التخطيط لها أُلغيت بسبب الإسرائيليين، بعد إلغاء وتأجيل بعثات لإسرائيليين”، لافتا إلى أنّ “الإماراتيين من جانبهم يتوقعون قدوم وفود ويبادرون هذه الأيام لإقامة مؤتمرات واستضافة بعثات إسرائيلية. لا يمكن القول إنه لم يطرأ تغيير على الأجواء”.
وغير بعيد، تنظم “إسرائيل” والإمارات تعاوناً في مجالات عدة، من بينها الاقتصاد والأمن والتنولوجيا. ففي سياق تعزيز وتكثيف “تعاونهما” بعد اتفاق التطبيع بينهما، في القطاع الإلكتروني ومجال أمن المعلومات والسايبر، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن “تكريم إسرائيل” من قبل الإمارة الخليجية في مؤتمر حماية السايبر “GISEC” الذي أقيم في دبي في حزيران/ يونيو الجاري.
وكان رئيس أمن السايبر في الحكومة الإماراتيّة محمد الكويتي قال في وقت سابق، إن “تبادل المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية يساعد بلاده في ردع محاولات القرصنة وحلها”، متحدّثاً عن أول تعاون استخباراتي مع الإمارات.
هذا التعاون المحموم يأتي متماشيا مع مواقف الإمارات التي لم تترك شاردة ولا واردة لخدمة الاحتلال الصهيوني إلا وسعت بجدية وجهد مشهود لتفعيلها، لا سيما مع نشاط السفير الإماراتي في دولة الكيان الصهيوني، محمد آل خاجة، في نشر وتثبيت أركان التطبيع الإماراتي الصهيوني، بعدما بدا الرجل حاضرا على الدوام في كل مشاهد التطبيع.
وزاد طموح الصهاينة لتطبيع الإمارات للحد الذي جعل مؤسسة جبل الهيكل الصهيونية المتطرفة توجّه دعوة رسمية للسفير الإماراتي في تل أبيب للمشاركة في اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى! وهي المرة الأولى -وربما لا تكون الأخيرة- التي توجه مثل هذه الدعوة الفجة إلى شخص “عربي”، والعجيب أنه حتى اللحظة لم يصدر أي تعقيب أو استنكار من “سفارة الإمارات” في الكيان ردا على هذه الدعوة، بل إن المتوقع هنا أن نجد السفير بالفعل بينهم يوم الاقتحام المزعوم!
هذه الدرجة من الخيانة والتطبيع وصلت إلى حد زيارة آل خاجة للزعيم الروحي لحركة (شاس) الدينية المتطرفة الحاخام شالوم كوهين في منزله بالقدس، وخلال الزيارة، هاجم السفير الإماراتي قناة الجزيرة واتهمها بـ”تأجيج الجنون” في المنطقة، كما هاجم جماعة الإخوان المسلمين وأدوارها في دعم المقاومة شعبيًا.
بل وحتى رياضيا، وقع مالك فريق بيتار القدس لكرة القدم موشيه حوغيغ في دبي اتفاقية مع شركة دولية لتمثل النادي في الصفقة المتوقعة لبيع أسهم لممثلين عن العائلة الحاكمة في الإمارات. وذكرت مواقع إسرائيلية أن جوغيغ يسعى لبيع 49% من أسهم نادي بيتار القدس، ونقلت عن المعني قوله إنه يأمل أن تساهم هذه الصفقة في منح دفعة للفريق، وأكدت أن العملية قد تتم في الأيام القليلة المقبلة وبمقابل مالي ضخم.
ويعرف مشجعو نادي بيتار بأنهم الأكثر عنصرية في إسرائيل، وسبق لهم رفع شعارات معادية للفلسطينيين والعرب خلال المباريات بينها “الموت للعرب”. ونشر هؤلاء المشجعون مؤخرا أغاني تضم عبارات مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك بالتزامن مع أزمة الرسوم المسيئة التي عادت إلى الواجهة من فرنسا خلال الأسابيع الأخيرة.
وذكرت مواقع إسرائيلية أن الاهتمام الإماراتي بكرة القدم في إسرائيل لن يقتصر على نادي بيتار القدس، ويمتد إلى سعي للاستمثار في صفقات رعاية أو استحواذ تضم عددا من الفرق مثل مكابي حيفا وهيوعيل تل أبيب، حيث وقعت رابطة المحترفين الإماراتية لكرة القدم ونظيرتها الإسرائيلية مؤخرا مذكرة تفاهم هي الأولى من نوعها، في أحدث صور التطبيع بين البلدين، عقب إبرام اتفاقات مشابهة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.