قطار التطبيع مستمر.. كيف أصبح تطبيع “يمن الإمارات” مع الاحتلال مسألة وقت؟

اعتبر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في جنوب اليمن، عيدروس الزبيدي إن “مسألة التطبيع مع “إسرائيل” لا تعني مطلقا التخلي عن القضية الفلسطينية”، جاء ذلك في إجابة الزبيدي عن سؤال حول تلويحه في لقاء سابق بإمكانية تطبيع المجلس الانتقالي الجنوبي مع “إسرائيل”.
وأضاف: “نحن تكلمنا مرارا عن حق الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي بالعيش الكريم، وأهم شيء أن يعترفوا بحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم جنبا إلى جنب مع دولة “إسرائيل” وفقا لمبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967″، وفي فبراير الماضي، قال الزبيدي إن التطبيع مع “إسرائيل” مسألة واردة “عندما تكون لدينا دولة وعاصمة تخص الجنوب العربي”، وأضاف حينها “لا توجد اتصالات مع “إسرائيل”، مضيفًا أنهم باركوا تطبيع بعض الدول العلاقات مع تل أبيب.
وذكر الزُبيدي أن “المجلس الانتقالي” بارك التطبيع الذي قامت به الإمارات والبحرين والمغرب مع دولة الاحتلال، باعتباره يؤسس للسلام في المنطقة، وأشار إلى أنه “ليس مطروحا إجراء اتصالات مع “إسرائيل” في الوقت الراهن، لأنهم بحاجة إلى استعادة دولتهم، وعندما تكون مدينة عدن عاصمة للجنوبيين سيتم التطبيع باعتباره حقا سياديا لهم”، وهذا ليس الموقف الأول من المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا بشأن التطبيع، حيث وصف القيادي السلفي الانفصالي، هاني بن بريك، في أغسطس الماضي، التطبيع الإماراتي الإسرائيلي بأنه “قرار شجاع”، سيخدم خيار العرب في حل الدولتين، لكن تلك التصريحات قوبلت بتنديد واسع في المحافظات الجنوبية لليمن.
وجدد بن بريك، دعمه للتصريحات المؤيدة للتطبيع التي أطلقها الزبيدي، واعتبر ذلك بأنه لمصلحة شعوب المنطقة ودولها وفي مقدمتها شمال اليمن، وقال بن بريك في تغريدة على “تويتر”، “لن يجدوا أصدق لهجة منك في تاريخهم السياسي -جنوبا وشمالا- تعمل لصالح شعبك وشعوب المنطقة ودولها وفي مقدمتها الشمال. كنت واضحا وشفافا إلى أبعد الحدود كما عهدناك سيدي”.
وتسبب الكشف عن زيارة “إسرائيليين” لجزيرة سقطرى، بـ “تأشيرات إماراتية”، بغضب يمني متواصل، وتساؤلات من عن سيادة البلاد على أراضيها، واعتبر ناشطون أن الإمارات تستفز بجلب “إسرائيليين”، تحديدا، مشاعر اليمنيين، فضلا عن انتهاكها لسيادة البلاد، وتصرفها في جزيرتي سقطرى وميون كأراض تابعة لأبو ظبي.
وكانت عدة مصادر، بينها موقع “ميدل إيست مونيتور”، قد سلطت خلال الأسابيع الماضية الضوء على تلك الممارسة، التي وصفتها بغير القانونية، وقبل أيام، قال رئيس مجلس الشورى اليمني، أحمد بن دغر، إن أخبار انتهاك سيادة البلاد من قبل الإمارات في جزيرتي ميون وسقطرى، خلقت “قلقا وطنيا يتزايد يوما بعد الآخر”، داعيا إلى التحقيق في الأمر.
جاء ذلك في رسالة بعثها إلى رئيس الحكومة، معين عبد الملك، على خلفية نشر وكالة “أسو شييتد برس” تقريرا مصورا يظهر بناء قاعدة عسكرية بجزيرة ميون، قلب مضيق باب المندب، يعتقد أنها تابعة للإمارات، دون علم الدولة اليمنية، والصور المتداولة لـ”السياح الإسرائيليين” في سقطرى، وطالب رئيس مجلس الشورى رئيس الحكومة بالاستقصاء عن الوضع في جزيرتي ميون وسقطرى، الواقعة في المحيط الهندي، قبالة خليج عدن، بناء على رسالة من أعضاء المجلس.
ومن قبل، نفذ عشرات اليمنيين، وقفة احتجاجية بمحافظة أرخبيل سقطرى، رفضاً لأي وجود إسرائيلي في الجزيرة التي تحتل موقعاً استراتيجيًا بالمحيط الهندي، وحمّل المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، التي جرت بمنطقة قبهاتن غربي الجزيرة، المسؤولية الكاملة لأي جهة تعمل على إدخال وتسهيل الوجود الإسرائيلي بسقطرى في إشارة واضحة إلى الإمارات التي أعلنت التطبيع الرسمي مع الاحتلال.