قرقاش: المتحدث ضد مصلحة الشعوب ومشاعر المسلمين
من منتقد لخطط الاستيطان اليهودي وضم المدن الفلسطينية إلى الأراضي المحتلة إلى مطبع راض تمام الرضا عما تفعله إسرائيل، حيث كان أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية لدولة الإمارات العربية، قد استخدم في خطابه في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” من أجل الترويج لاتفاق التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي عبارات تدلل على أن ضم الاحتلال لأراض استيطانية جديدة لن يدوم إلى الأبد وسيتوقف عما قريب وفقا للاتفاق المنعقد بينهما.
وما هي إلا ساعات حتى بين نتنياهو كذب ادعاءات قرقاش بخصوص التوسع الاستيطاني، وأن هذا الأمر لا علاقة له من قريب أو بعيد ببنود اتفاق التطبيع بين الطرفين، وهنا خرس لسان قرقاش، بعدما جاءت التصريحات مغايرة لما روّج محمد بن زايد.
لم يكن قرقاش بدعا من المسؤولين الإماراتيين الذين بالغوا في الاحتفاء بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، لكن تملقه الزائد جعله يصف هذا الاتفاق الذي رأته الشعوب العربية اتفاق خزي وعار بأنه تقدم تاريخي، وتحول استراتيجي في حل القضية الفلسطينية، معتبرا أن هذا الاتفاق قد منح العرب الوقت لاستئناف المفاوضات مع دولة الكيان الصهيوني، داعيا القيادة الفلسطينية الرافضة للتطبيع للاستفادة من هذه الفرصة.
لم يكتف قرقاش بترويج الإشاعات التي لا حقيقة لها عن فضائل التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ومميزاته، فراح يبالغ في الثناء على شجاعة الحكومة الإماراتية في تحدي حملات النقد الرافضة للتطبيع، معتبرا أن هذا القرار هو مبادرة شجاعة ستوظفها دولة الإمارات لإقرار حل الدولتين، متهما المعارضين لتلك الخطوة بأنهم سماسرة القضايا السياسية الخاسرين، مشيدا بثناء السيسي وحكومة السعودية مشيرا إلى هذا بقوله إن كل عاصمة فاعلة وشخصية دولية معتبرة أشادت بالمعاهدة وباركتها.
قرقاش أمام اليهود
في كلمة متلفزة له أمام مؤتمر اللجنة الأمريكية اليهودية، وهي اللجنة المعنية بدعم اليهود في دول العالم، وبخاصة في دولة فلسطين المحتلة، قال قرقاش أن التواصل المعلن مع دولة إسرائيل خطوة مهمة ستجلب نتائج أفضل مما مضى.
كما قال قرقاش خلال اجتماعه باللجنة اليهودية إن الإمارات يمكنها أن تتعامل مع إسرائيل في مجالات عدة، بما في ذلك التعاون في مكافحة فيروس كورونا في البلدين، وتنمية المجالات التكنولوجية بينهما، حتى لو استمر بينهما بعض الخلافات السياسية التي لا تنال من الود والتعاون بين البلدين.
إذا كنت كذوبا فكن ذكورا
مثل عربي شهير، يصف تضارب ردود فعل قرقاش على اتفاقية التطبيع، حيث كان المسؤولين في دولة الإمارات يحاولون إيهام الشعب بأن تلك الخطوة تأتي في إطار تحجيم المد الإيراني في المنطقة، ففوجيء الرأي العام العربي به يقول بأن اتفاق التطبيع مع دولة الاحتلال هو قرار سيادي إماراتي محض، لا يستهدف دولة إيران بأي حال من الأحوال، ولا نقبل أبدا التدخل في قراراتنا، كما نرفض التهديد والوعيد، جاء هذا الكلام ردا على اتهام الرئيس الإيراني للنظام الإماراتي بالخيانة للأمة العربية والإسلامية.
في صف ماكرون ضد المسلمين
في حملته الأخيرة بتأييده الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يجد ماكرون إلا دول الثورات المضادة تقف بجواره وتؤيد كلامه، كان على رأس المسؤولين الذين أيدوه أنور قرقاش، حيث دافع عن ماكرون متفهما صفاء نيته وأنه لا يهدف أبدا لإقصاء المسلمين في فرنسا، ولا عزل المسلمين في دول الغرب، بل هو محق تماما في ما ذهب إليه، وأن الواجب على المسلمين أن يندمجوا في المجتمع الغربي وفق عادات المجتمع وتقاليده، من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف الناجم عن رفض بعض القيم والعادات المجتمعية، وهكذا في كل تصريحاته تجده حيث وُجد الخونة، بائعي مصلحة الأمة من أجل رضا سيده بن زايد.
اقرأ أيضًا: وزير التسامح مع الصهاينة والتحريض على من خالفهم