في زيارة لمتحف الهولوكوست.. سفير الإمارات لدى واشنطن يذرف الدموع

انفطر يوسف العتيبة، سفير أبوظبي في الولايات المتحدة الأمريكية من البكاء في زيارة “استثنائية” لـ “متحف الهولوكوست” في واشنطن، وأعادت سفارة أبوظبي في الولايات المتحدة تغريدة نشرها حساب “المتحف” قال فيها إن السفير يوسف العتيبة زار المتحف، يوم الجمعة الماضية، وبدا متأثرا بشكل لا يُوصف.
وقال المتحف إن العتيبة ناقش أهمية تاريخ الهولوكوست والحاجة إلى مواجهة الكراهية وتعزيز التسامح إلى جانب تفعيل أدوات التعاون المحتمل بين المتحف وأبوظبي، وقال العتيبة: “إن الأمر متروك لجميع الدول والشعوب ذات النوايا الحسنة للوقوف في وجه الكراهية والتطرف بجميع أشكاله وأينما وجد”.
يشار إلى أن هذه ليست الزيارة الأولى التي يقوم بها “العتيبة” لمتحف الهولوكوست، فقد قام في العام 2019 بزيارة مماثلة تضمنت جولة في المتحف، إضافة إلى جلسة نقاشية حول الخطوات التي تبنتها أبوظبي ورؤيتها لحوار الأديان والتسامح، كما زار مركز “سيمون ويزنتال” ومتحف التسامح في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية.
ويعد العتيبة أحد مهندسي التطبيع مع الكيان الصهيوني، حيث لعب دورا كبيرا في التوقيع على “اتفاق العار” بين أبوظبي وتل أبيب في 15 من سبتمبر الفائت 2020 برعاية أمريكية، والذي بناء عليه قطعت أبوظبي منذ اتفاق التطبيع أشواطا في دعم علاقاتها الاقصادية والاستمثارية مع الاحتلال الإسرائيلي، كما عملت على تسهيل الرحلات بما يساعد على دعم السياحة بين البلدين.
ورغم أنه لم يعد ثمة مكان للدهشة من خيانات النظام الإماراتي وارتمائه في أحضان الاحتلال الصهيوني، إلا أن “نظام الصهاينة العرب” يصر كل مرة على رفع سقف التطبيع إلى حد لم يسبق له مثيل، وكان آخر تلك “التجليات” استغراب وزير خارجية النظام الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان “تردد الدول الغربية بشكل أكبر في الحديث عن كيانات مثل حركة المقاومة الإسلامية، حماس، أو الإخوان المسلمين بطريقة أوضح باعتبارها كيانات إرهابية”.
وقال الوزير الإماراتي خلال حديث له مع موقع اللجنة اليهودية الأميركية إنه من المضحك أن بعض الحكومات تصنف الجناح العسكري فقط لكيان ما، وليس الجناح السياسي، على أنه إرهابي، في حين أن الكيان نفسه يقول إنه ليس هناك فرق.
وأضاف الوزير أن هناك حاجة لما وصفه بتفكير إستراتيجي بين إسرائيل والفلسطينيين، معربا عن أمله أن يساعد اتفاق “إبراهام” الموقع بين الإمارات وإسرائيل في إلهام دول أخرى بالمنطقة لإعادة تصوّر المستقبل. وأكد أن التعاون في مجال المياه بين بلاده وإسرائيل نموذج لمجالات التعاون، مشيرا إلى أن للإمارات علاقات مع العديد من الدول في جنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا، وهذه الأسواق تفيد في تسويق المنتجات الإسرائيلية.
حديث ابن زايد يأتي متماشيا مع مواقف الإمارات التي لم تترك شاردة ولا واردة لخدمة الاحتلال الصهيوني إلا وسعت بجدية وجهد مشهود لتفعيلها، لا سيما مع نشاط السفير الإماراتي في دولة الكيان الصهيوني، محمد آل خاجة، في نشر وتثبيت أركان التطبيع الإماراتي الصهيوني، بعدما بدا الرجل حاضرا على الدوام في كل مشاهد التطبيع.
هذا النشاط المحموم من آل خاجة، زاد من طموح الصهاينة للحد الذي جعل مؤسسة جبل الهيكل الصهيونية المتطرفة توجّه دعوة رسمية للسفير الإماراتي في تل أبيب للمشاركة في اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى! وهي المرة الأولى -وربما لا تكون الأخيرة- التي توجه مثل هذه الدعوة الفجة إلى شخص “عربي”، والعجيب أنه حتى اللحظة لم يصدر أي تعقيب أو استنكار من “سفارة الإمارات” في الكيان ردا على هذه الدعوة، بل إن المتوقع هنا أن نجد السفير بالفعل بينهم يوم الاقتحام المزعوم!
هذه الدرجة من الخيانة والتطبيع وصلت إلى حد زيارة آل خاجة للزعيم الروحي لحركة (شاس) الدينية المتطرفة الحاخام شالوم كوهين في منزله بالقدس، وخلال الزيارة، هاجم السفير الإماراتي قناة الجزيرة واتهمها بـ”تأجيج الجنون” في المنطقة، كما هاجم جماعة الإخوان المسلمين وأدوارها في دعم المقاومة شعبيًا.