في الذكرى الثانية لاتفاقية “أبراهام”.. هل وجد المطبعون ما وعدهم الاحتلال؟

في الذكرى الثانية لاتفاقية التطبيع العربي “أبراهام” مع الاحتلال، لم يجد المطبعون ما وعدهم به الصهاينة حقا، بل زادت في ارتماء الأنظمة العربية في أحضان الاحتلال، وفي المقابل زيادة الرفض الشعبي لها، وجاءت القضية على عكس ما روجه المطبعون بأنها حماية للشعب الفلسطيني، التي زاد الاحتلال من انتهاكاته بحقهم.

 

في عام 2020 وقعت 4 دول عربية، وهم الإمارات والبحرين والمغرب والسودان اتفاقية “إبراهيم” التطبيعية مع الاحتلال الإسرائيلي، برعاية الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.

 

وكانت لكل دولة منهم دوافعها السياسية، فانطلقت الإمارات والبحرين من دافع الأمن لدول الخليج والاعتماد على الصناعات العسكرية الصهيونية المتطورة لحمايتها من الخطر الإيراني ومليشياته في المنطقة.

 

فلم يجدوا إلا صواريخ ميليشيا الحوثي، الموالية للإمارات، تدك أبوظبي، بل سقطت الصواريخ أثناء زيارة الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، للإمارات.

 

بينما كان الدافع المغربي هو الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء الغربية، ما أدى لتعاون عسكري غير مسبوق مع الاحتلال، وتبادل زيارات قادة الجيوش للبلدين.

 

في 13 سبتمبر/ أيلول الماضي، زار قائد الجيش المغربي، والمفتش العام للقوات المسلحة المغربية بلخير الفاروق، إسرائيل في زيارة غير مسبوقة، للمشاركة في مؤتمر عسكري دولي.

ولم تجني المغرب من الاتفاقية إلا مزيدًا من الشقاق مع جارتها العربية، الجزائر، التي تخشى من التواجد الإسرائيلي في حدودها الغربية.

بينما كانت دوافع العسكر في السودان، جلب الرضا الغربي عن البلاد، وفك العقوبات المفروضة عليهم، إلا أن البلاد مازالت في فوضى عارمة واضطرابات مستمرة، ووضع اقتصادي متردي.

وكان مبرر دول التطبيع أمام شعوبهم، هو حل القضية الفلسطينية ومزيد من الأمن للشعب الفلسطيني، وحماية المقدسات، إلا أن ماحدث هو تزايد الانتهاكات بشكل غير مسبوق والاعتداء على المقدسات بمباركة المطبعين العرب.

و زادت وتيرة القمع والانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، خاصة في الضفة الغربية، والتي شملت تصفيات جسدية واعتقالات وتنكيل بالأسرى في السجون.

فمنذ مطلع العام الجاري قتل أكثر من 200 فلسطيني في الضفة الغربية وفق تقرير أممي، بسبب تصاعد العمليات العسكرية للاحتلال.

وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط “تور وينيسلاند”: “أنا منزعج من تدهور الوضع الأمني​​، بما في ذلك تصاعد الاشتباكات المسلحة بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية”.

وأوضح المنسق الخاص أن “تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة يغذي مناخًا من الخوف والكراهية والغضب”.

وفي أغسطس العام الماضي شن الاحتلال حربًا على قطاع غزة ضد حركة الجهاد الإسلامي، رغم طمأنة الوسيط المصري للمقاومة بعدم وجود تصعيد إسرائيلي.

ومنذ توقيع اتفاقيات التطبيع، تحاول الأنظمة المطبعة والاحتلال، ترسيخ التطبيع داخل وجدان الشعوب العربية، إلا أن الإحصائيات كشفت رفض الشعوب العربية للتطبيع، فلم تهدأ المظاهرات الشبه يومية في المغرب رفضًا للتطبيع.

فيما كان الشعب البحريني أكثر الشعوب رفضًا للتطبيع، والذي تظاهر رغم القبضة الأمنية في أكثر من مناسبة، آخرها أثناء زيارة الرئيس الإسرائيلي للبلاد.

كما جاء مونديال قطر 2022، ليكشف معدن الشعب العربي الرافض للتعامل مع الاحتلال، فأصبح مراسلو الإعلام العبري وسائحوه منبوذين في البلاد، كما كان علم فلسطين حاضر دائمًا في المنافسات والمباريات.

بعد عامين من التطبيع لم تكن الاتفاقيات هي مصالح حقيقية للشعوب العربية، بل كانت خدمة للعملاء من الأنظمة العربية، في رهن إرادة الشعب العربي للاحتلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى