مدرسة وحضانة وتبادل تجاري.. ثمار التطبيع الفاسدة تغزو الإمارات
منذ أيام مضت صرح رئيس غرفة تجارة دبي حمد بو عميم، بأن الإمارات ستتعامل مع المنتجات والسلع التي تم إنتاجها وتصنيعها في إسرائيل -أو بمعنى أدق في المستوطنات المحتلة التابعة في الأساس للأراضي الفلسطينية- على اعتبار أنها مستوردة من إسرائيل، في إشارة واضحة أن النظام الإماراتي يريد أن يمحو “القضية الفلسطينية” من قاموسه.
وبحسب حواره مع صحيفة غلوبس الإسرائيلية قال بو عميم، إن دولة الإمارات لا تميّز في الواردات الإسرائيلية بين المنتجات المصنعة في مناطق مختلفة، بما ذلك “يهودا والسامرة”، معبرا بهذين المصطلحين عن التسمية الدارجة لدولة الاحتلال عن الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة، أو المستوطنات الإسرائيلية المختلفة رغم أنها جميعاً غير شرعية ولم تحظ بالقبول الدولي، ورفضتها معظم دول العالم بما فيها دول الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك، أكد بو عميم أنه لا يوجد سبب لتمييزها أو نبذها.
لم يكن الفلسطينيون يتوقعون أن يتخطى الإماراتيون خطوط العروبة والحقوق بهذه التصريحات الفجة، خاصة عندما صدمهم رئيس غرفة تجارة دبي، بأن عليهم أن يندمجوا في العملية التجارية بين الإمارات ودولة الاحتلال، مطالباً إياهم بالخنوع لمعاهدات الإمارات وإسرائيل وقبول تفريط دولته في القضية العربية الإسلامية الأبرز، وهي التصريحات التي وصفها الشعب الفلسطيني بالمخزية، وقابلها بردود فعل غاضبة، معتبرين أنها تؤكد على استمرار خيانة النظام الإماراتي للقضية بعد صفقة التطبيع التي اعتبروها بمثابة الطعنة الغادرة في ظهر الشعب الفلسطيني.
كذلك قال بو عميم بأن دولته لم تقتصر اتفاقياتها على هذا فحسب، وإنما تم توقيع عشرات الاتفاقيات التعاونية بين دولة الاحتلال والإمارات في مجالات عدة، منها الاقتصادية، والسياحية، والمالية، والمصرفية، وحتى المجالات الأمنية.
مدرسة دينية يهودية في الإمارات
تناقلت وسائل إعلام دولة الاحتلال الصهيوني أن يتسحاق يوسف، كبير الحاخامات اليهود السفارديم، سيقوم خلال الفترة القادمة بزيارة رسمية إلى دولة الإمارات لافتتاح مدرسة دينية تهدف إلى غرس تعاليم اليهود في الأجيال القادمة، كما أنها لن تقتصر على أبناء الجالية اليهودية فحسب، بل ستكون عامة لكل الجاليات في دولة الإمارات، وتعد هذه الزيارة هي الأولى من نوعها للحاخام إلى الدول العربية، وهو ما يأتي ضمن خطة تعزيز العلاقات بين إسرائيل والإمارات
وقال المتحدث الإعلامي لمكتب الحاخام بأنه سيلتقي خلال زيارته بعدد من المسؤولين الإماراتيين الكبار، وسيفتتح المدرسة اليهودية، وزيارة عدد من المؤسسات الدينية اليهودية في البلاد، وسيقوم بتنصيب الحاخام ليفي دوخمان ككبير حاخامات الجالية اليهودية في الإمارات.
من جانبه قال الحاخام دوخمان إن “زيارة كبير الحاخامات تاريخية وإنه لشرف عظيم لنا أن نرحب به هنا في الإمارات” كما “يسعدنا قدومه حيث نقوم حاليًا بافتتاح العديد من مؤسساتنا الجديدة التي يتم بناؤها بسرعة وكفاءة”.
في سياق متصل، أعلن مكتب كبير الحاخامات عن إنشاء مبنى جديد لـ “دراسة التوراة”، بعدما أصبح المكان الحالي ضيقا ولم يعد يتسع لأطفال الجالية اليهودية في دبي، كما سيفقد الحاخام الموقع المحدد لإقامة “حمام الطهارة” أو “ميكفا طاهارا”، وهو عبارة عن خزان كبير من مياه، بحسب التعاليم اليهودية يقوم للإنسان بالغوص فيها من أجل حصول الطهارة التعبدية، إضافة إلى استخدامه في تطهير الأواني والأدوات التي يقوم أبناء الجالية اليهودية بشرائها من غير اليهود، كما هو مخصص لنساء اليهود من أجل التطهر من دم الدورة الشهرية، وسيكون مركز الطهارة اليهودي لكل اليهود في دول الخليج العربي.
وتعبيراً عن امتنانه لكل الخدمات التي قدمها لهم النظام الإماراتي، لم ينس الحاخام نصيب الأسرة الحاكمة من دعواته، حيث صرح بأنه سيؤدي صلوات خاصة للرب كي يحمي الأسرة الحاكمة ويبارك لها.
جدير بالذكر أن كل تلك الخطوات التطبيعية تأتي في إطار تعميق العلاقات بين الإمارات ودولة الاحتلال الصهيوني بعد توقيعهم على ما يسمى بـ “اتفاقات أبراهام” المتعلقة بتطبيع العلاقات بين الجانبين في كافة المجالات.
اقرأ أيضًا: معبد وحساب رسمي للجالية اليهودية في الإمارات