فرق السماء والأرض.. الأردنيون يعتصمون دعمًا للأسرى والنظام يواصل التطبيع

 

خرج العشرات من أبناء الشعب الأردني، في اعتصام نُظم أمام السفارة الإسرائيلية، تضامنًا مع الأسرى، ودعمًا لصمودهم في سجون الاحتلال. وجاء الاعتصام الذي دعت له شبيبة الأحزاب القومية واليسارية تحت شعار “انتصار للأسرى في معركة الحرية وكسر قيد السجان” بعد أن استطاع ستة أسرى من سجن الجلبوع انتزاع حريتهم.

وعبر المشاركون عن تضامنهم مع الأسرى، مؤكدين رفضهم لممارسات إدارة سجون الاحتلال القمعية والوحشية، محملين سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن سلامتهم، وطالبوا بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتبني قضية الأسرى الذين يعانون من قمع مستمر وانتهاكات كبيرة تجاوزت فيها اسرائيل القانون الدولي الإنساني.

لكن على الجانب الآخر، أكد رئيس كيان الاحتلال الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، أنه أجرى لقاء مع عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، في العاصمة عمّان خلال الأسبوع الماضي.

وقال هرتسوغ، في مقابلة مع قناة “كان” العبرية الرسمية، إن “الاجتماع عُقد بدعوة من الملك عبد الله، وبالتنسيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، ووزير الخارجية يائير لابيد”.

وأضاف أنه تم بحث “القضايا الاستراتيجية” بين البلدين خلال الاجتماع الذي وصفه بأنه كان “دافئاً”، دون ذكر توضيحات بالخصوص، قائلًا: “الأردن بلد مهم للغاية. أنا أحترم الملك عبد الله، فهو زعيم عظيم ولاعب إقليمي مهم”.

كما ذكرت الرئاسة الإسرائيلية، في بيان، أن اللقاء “السري” جرى يوم الأحد 29 أغسطس/آب 2021، في قصر الملك عبد الله الثاني بعمّان، مؤكدةً أن الاجتماع تناول “قضايا العمق الاستراتيجي سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي”، ومنها قضايا الاستيراد، والزراعة، والطاقة، وحلول أزمة المناخ.

كما أشاد رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينيت، بالحالة الراهنة لعلاقات بلاده مع الأردن، بعد فترة من الأزمة “غير المبررة”، بحسب قوله.

وفي مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية قال بينيت: “نحن نرى أن العلاقات مع الأردن تسير باتجاه إيجابي جدا، بعد سنوات كانت هذه العلاقات فيها تمر بحالة من الأزمة، بلا داع ومبرر”.

وأضاف “كان يمكن لهذه العلاقات أن تكون مبررة لو حاربنا من أجل تحقيق مصلحة وطنية، ولكن لم يكن هناك أي مبرر لهذه الأزمة”.

وأضاف: “العكس هو الصحيح، فهي مست بالمصلحة الوطنية. وبسبب الأزمة التي لم يكن لها داعِ فقدنا نهارييم (الباقورة) وتسوفار (الغمر)”.

ويأتي ذلك في إشارة إلى منطقتين أردنيتين على الحدود مع “إسرائيل” استعادتهما المملكة عام 2019، بعد انتهاء فترة استئجارهما (لمدة 25 سنة) من قبل “إسرائيل” بموجب اتفاق السلام الموقع بين البلدين عام 1994.

بل وصل التطبيع إلى حد أن لفتت الوزارة إلى أن وزيري الزراعة في البلديين وسفير الاحتلال في عمان اجتمعوا، والسبب هو “سنة التبوير” في المعتقد اليهودي، التي تمنع الزراعة مرة كل سبع سنوات.

ويأتي الاتفاق، بحسب بيان الوزارة، “لسد احتياجات السكان الذين يحافظون على الفرائض الدينية في “إسرائيل”، ولتطبيق الامتيازات التي ينص عليها الاتفاق التجاري مع الأردن”.

الشهر الماضي، وافق الاحتلال على طلب أردني بشراء كميات من المياه من بحيرة طبريا المحتلة، في ظل الشح الكبير الذي تعانيه المملكة هذا الصيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى