فرحة في برلين.. كيف انتصرت حركة المقاطعة في ألمانيا على الاحتلال؟

 

اعتبرت حركة المقاطعة، قرار المحكمة الألمانية الفدرالية، بحق الحركة في عقد أنشطتها الداعية لمقاطعة “إسرائيل”، باعتبارها شكلًا من أشكال “حرية التعبير عن الرأي”؛ انتصارًا هامًا للشعب الفلسطيني ولحركة المقاطعة. وقالت الحركة في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني إن “إسرائيل وأنصارها المعادين للديمقراطية وحرية التعبير في ألمانيا منوا بهزيمة قانونية قاسية وبفشل جديد في محاولاتهم اليائسة لوقف نمو وانتشار الحركة”.

وأضافت الحركة أن نظام الاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي يجد نفسه في عزلة متنامية على المستوى الشعبي، حتى في ألمانيا، حيث تهيمن البروباغاندا الصهيونية المعادية لشعبنا وحقوقه غير القابلة للتصرف في العودة والحرية وتقرير المصير والكرامة. ويُذكر أن مجموعة من النشطاء ترافعوا أمام المحاكم الادارية الألمانية وصولًا للمحكمة الدستورية العليا من أجل إصدار قرار ملزم ضد بيان البرلمان الألماني ضد BDS، لإلزام كافة السلطات المحلية بوقف محاولاتها قمع جهود حركة المقاطعة.

وكانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قد قضت بالإجماع في عام 2020 بأنّ القرار الذي اتخذته المحكمة الفرنسية العليا في عام 2015 بإدانة نشطاء حركة المقاطعة (BDS) يعدّ انتهاكًا للمادة العاشرة (حرية التعبير) من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. وفي السايق، نظمت حركة المقاطعة في ألمانيا ندوة تضامنية عبر الانترنت لتسليط الضوء على الانتهاكات العنصرية الألمانية ضد حملات المقاطعة والمنظمات الداعمة لحقوق الفلسطينيين.

وجرى تنظيم الندوة عبر تطبيق “زووم”، حيث استضافت الناشط الألماني الفلسطيني رامسي كيلاني. وتحدثت الندوة عن ما يُسمى “مكافحة العنصرية الفلسطينية في ألمانيا”، وما يُمكن أن يتم فعله في مقاومة سياسات الحكومة الألمانية والقوانين التي تم إقرارها لمحاربة حركة المقاطعة.

يذكر أن البرلمان الألماني صادق في أيار/ مايو 2019 على مشروع قانون يدين حركة المقاطعة (BDS) ويصفها بمعاداة السامية، حيث جاء في مشروع القانون أن برلين تدعو إلى عدم تمويل جهات تنفي حق تل أبيب في الوجود. وتم تمرير مشروع القانون بأغلبية الأصوات حيث حصل على دعم من مختلف الأحزاب.

يذكر أنه قد أكدت وزارة الدفاع الألمانية توقيع إتفاقية مع نظيرتها الإسرائيلية لتزويد الأخيرة، الدبابات الألمانية بمنظومة “معطف الريح”. وقالت وزارة الجيش الإسرائيلية، إن ألمانيا وقعت صفقة معها لتزويد الدبابة الألمانية ليوبارد2 بمنظومة “معطف الريح ” الدفاعية.

يشار إلى أن “معطف الريح ” هو منظومة نظام دفاعي نشط، يتم إنتاجه من خلال شركتي رافائيل وإلتا الاسرائليتين، وهو مصمم لحماية ناقلات الجند والدبابات من الأسلحة المضادة للدروع المباشرة والموجهة، على هيئة حماية نصف كروية. حيث يقوم النظام بتدمير أى صاروخ يدخل مداه اتوماتيكيا. وفي السياق، أدانت حملة التضامن مع فلسطين في اسكتلندا تواطؤ الحكومة الألمانية مع الاحتلال الإسرئيلي، بعد تبنيها تشريعات حول معاداة السامية تجرّم من خلالها حركة المقاطعة والمؤسسات المتضامنة مع حقوق الفلسطينيين.

وقالت الحملة “يبدو الآن أن أي انتقاد لإسرائيل يعتبر جريمة كراهية معادية للسامية”، مبينةً أن “الصحفيين الألمان يتوقعون إجبارهم على الاعتذار إذا تجرأوا على انتقاد نظام الفصل العنصري الأكثر وحشية في العالم”. وأشارت الحملة إلى أن الصحفي في مجلة شبيغل الألمانية كريستوف سيدو، تراجع عن وصفه للحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو كأول “ديكتاتورية في كورونا” ، بعد أن واجه أيامًا من الانتقادات الشديدة لأنه نشر ما اعتبروه “معاداةً السامية” على موقعٍ إخباري.

وقال سيدو في تغريدةٍ له “إذا كتبت النص مرة أخرى اليوم، فلن أستخدم كلمة (دكتاتورية) مرة أخرى. ألتزم بالتقييم الذي مفاده أن الأضرار التي لحقت بالنظام الديمقراطي ستكون لها عواقب وخيمة على البلاد”. وكانت صحيفة جيروزاليم بوست قد ادعت أن سيدو أثار معاداة السامية في مقاله، فيما قال الحاخام أبراهام كوبر، ردًا على المقال “ألمانيا لا تزال بقعة ساخنة لفيروس معاداة السامية والشيطنة الكاذبة للدولة اليهودية”.

وصادق البرلمان الألماني في أيار/ مايو 2019 على مشروع قانون يدين حركة المقاطعة (بي دي اس BDS) ويعرفها باللاسامية، حيث جاء في مشروع القانون أن برلين تدعو إلى عدم تمويل جهات تنفي حق الاحتلال في الوجود. وتم تمرير مشروع القانون بأغلبية الأصوات حيث حصل على دعم من مختلف الأحزاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى