غليان الشارع المغربي بسبب التطبيع الفج للنظام مع إسرائيل
شهد الشارع المغربي حالة من الغضب بعد رسو سفينة إسرائيلية في ميناء طنجة، وذلك بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة.
عبّر عدد متسارع من المغاربة، من مناهضي تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، خلال الساعات القليلة الماضية، عن غضبهم وسخطهم، إثر معرفتهم أن سفينة إسرائيلية قد رست في ميناء طنجة، من أجل التزود بالوقود والطعام، خلال رحلتها من الولايات المتحدة نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي هذا السياق، أعربت “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”، عن رفضها لاستقبال سفينة حربية إسرائيلية في ميناء طنجة، مشيرة إلى أن “سفينة “INS Komemiyut” التابعة لدولة الاحتلال الإسرائيلي التي تشنّ حاليا حربا بلا هوادة على قطاع غزة، رست في ميناء طنجة يوم 6 يونيو/ حزيران الماضي للتزود بالوقود والطعام قبل مواصلة رحلتها إلى ميناء حيفا”.
وأبدت المنظمة، عبر بيان لها، نشر على حسابها في منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، استياءها من “عدم اتخاذ السلطات المغربية خطوات مماثلة لما فعلته إسبانيا التي رفضت مرور السفينة الإسرائيلية في مياهها، حيث منعت مدريد في 19 مايو/ أيار توقف سفينة الشحن “ماريان دانيكا”، التي كانت قادمة من الهند محملة بأسلحة موجهة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، في أحد الموانئ الإسبانية”.
كذلك، اعتبرت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، أن “السماح باستقبال السفينة الحربية الإسرائيلية يعد انتهاكا لقرار محكمة العدل الدولية في أعقاب الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي”، مبرزة أن “هذه القضية ستكون حاضرة بقوة في المظاهرات المقبلة التي ستنظمها الجبهة، خاصة في مدينة طنجة”.
وسجلت “الجبهة المغربية” أن “سفينة كوميميوت “INS Komemiyut” عسكرية تابعة لبحرية جيش الاحتلال الذي يقوم حاليا بحرب إبادة حقيقية ضد الشعب الفلسطيني، آتية من الولايات المتحدة، رست في ميناء طنجة في السادس من شهر يونيو/ حزيران الحالي، قصد التزوّد بالوقود والطعام، لتواصل إبحارها نحو ميناء حيفا من دون أن يصدر عن الدولة المغربية أي رد فعل”.
وأضافت: “لم تقم السلطات المعنية بتوقيفها أو تفتيشها أو حجزها ومن فيها أو منعها من الرسو، أسوة بالحكومة الإسبانية التي منعت السفينة “ماريان دانيكا” (MARIANNE DANICA) من الرسو في ميناء قرطاجنة في 21 مايو/ أيار المنصرم”.
واعتبرت أن “غضّ الطرف عن مرور مثل هذه السفن ليس فقط خرقا لقرار محكمة العدل الدولية، على إثر دعوى جنوب أفريقيا ضد الكيان الصهيوني، بل تشجيع للعدو الصهيوني ومشاركة في حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وتفريط في السيادة الوطنية لبلادنا”.
وكانت صحيفة “غلوبس” العبرية قد كشفت عن وصول السفينة إلى ميناء مدينة طنجة، للتزوّد بالإمدادات، في طريق إبحارها من الولايات المتحدة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي. فيما ذكرت مصادر للصحيفة العبرية أن “السفينة الحربية وصلت إلى إسرائيل هذا الأسبوع”، وهو ما أشعل نار الغضب في قلوب عدد متزايد من المغاربة، سواء من خلال منشوراتهم على منصات التواصل الاجتماعي، أو عبر احتجاجاتهم في الشوارع.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وعدد متزايد ومتسارع من المغاربة، يشارك في مسيرات واحتجاجات تضامنية مع غزة بشكل شبه يومي، وأيضا يطالب بوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي الدموي على قطاع غزة من على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي سياق متصل، وجه البرلماني المغربي عبدالله بووانو، سؤالا نيابيا إلى وزير خارجية بلاده ناصر بوريطة، الثلاثاء، حول حقيقة الأنباء المتداولة بشأن استقبال ميناء طنجة شمال المملكة مؤخرا سفينة تابعة للبحرية الإسرائيلية.
جاء ذلك في سؤال كتابي موجه للوزير بوريطة سلمه رئيس الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية إلى مجلس النواب.
وقال بووانو في سؤاله، إن منابر إعلامية تحدثت عن “توقف سفينة إنزال تابعة للبحرية الإسرائيلية بميناء طنجة، للتزود بالإمدادات والمؤن والوقود، في أثناء الإبحار بين الولايات المتحدة وإسرائيل، في رحلتها إلى ميناء حيفا الإسرائيلي”.
وطالب البرلماني المغربي الوزير بوريطة بالرد على حقيقة تلك الأنباء، سائلا إياه: “ما هي حقيقة الأخبار المتداولة حول توقف سفينة تابعة للبحرية الإسرائيلية بميناء طنجة للتزود بالوقود والمؤونة؟”.
ووفق الآلية المتبعة في مجلس النواب، عادة ما يرد المسؤول الذي يُوجه إليه سؤال من أحد النواب على سؤاله كتابيا.
ورست مؤخرا سفينة تابعة لبحرية جيش الاحتلال الإسرائيلي في المغرب، للتزود بالوقود والطعام، وذلك خلال رحلتها من الولايات المتحدة الأمريكية إلى الأراضي المحتلة.
ورست سفينة “INS Komemiyut” قبل أن تصل إلى ميناء حيفا، في طنجة بالمغرب، وتزودت بالوقود والطعام، ثم أكلمت رحلتها التي بدأتها من ميناء باسكاجولا في المسيسيبي بالولايات المتحدة، وذلك بحسب موقع “Globes”، نقلا عن مصادر مطلعة على الأمر، ومدعومة من خلال سجلات السفينة.
وتم نقل الإمدادات والمعدات إلى متن السفينة في طنجة، الميناء الأكثر ازدحاما في أفريقيا، الذي يقع جنوب مضيق جبل طارق. في هذه المرحلة من الرحلة، أوقفت السفينة جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بموقعها.
وبحسب الموقع، فإنها ليست المرة الأولى التي تمر بها سفينة إسرائيلية بالمغرب للتزود بالمؤن.
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس٬ الشهر الماضي٬ أن مدريد رفضت السماح لسفينة تحمل شحنة أسلحة متجهة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي من الرسو في أحد موانئها.
وقال الوزير الإسباني للصحفيين في بروكسل: “هذه هي المرة الأولى التي نقوم فيها بذلك؛ لأنها المرة الأولى التي نرصد فيها سفينة تحمل شحنة أسلحة إلى إسرائيل تريد أن ترسو في ميناء إسباني”.
وأضاف أنه من الآن فصاعدا، “سينطبق الشيء نفسه على أي سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل، وترغب في الرسو في ميناء إسباني”.
وتابع: “سترفض وزارة الخارجية بشكل منهجي عمليات الرسو هذه لسبب واضح، الشرق الأوسط لا يحتاج إلى مزيد من الأسلحة، بل يحتاج إلى مزيد من السلام”.
وقال وزير النقل الإسباني، أوسكار بوينتي، إن الأمر يتعلق بالسفينة “ماريان دانيكا”، التي طلبت الإذن بالتوقف في ميناء كارتاخينا في جنوب شرق إسبانيا في 21 أيار/ مايو الحالي.
ووفقا لصحيفة “إل باييس” الإسبانية، فإن السفينة التي ترفع العلم الدنماركي٬ تحمل حوالي 27 طنا من المتفجرات، انطلقت من مدينة مدراس بالهند إلى مدينة حيفا بإسرائيل.