“علاقة متوترة”.. كيف تسببت العدوان الأخير على غزة بشرخ في العلاقة بين الاحتلال ومصر؟
أقرّ وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس في مقابلة تلفزيونية، صباح اليوم الاثنين، بوجود أزمة مع مصر متمنيا أن تُحلّ في غضون أيام، بحسب هيئة البث الإسرائيلية. وفي مقابلة مع برنامج (هذا الصباح) على القناة الثانية الإسرائيلية، قال غانتس إن تل أبيب في أزمة مع جارتها في الجنوب، وإن “هناك أيامًا من التوتر ناتجة عن انتهاء عملية الفجر الصادق (وهو الاسم الذي أطلقه جيش الاحتلال على عدوانه الأخير على غزة)، ونأمل أن تمر الأزمة في الأيام المقبلة”.
وأضاف أن مصر لاعب إقليمي رئيسي وهي أهم صديق لإسرائيل وتابع “سنعرف كيفية استقرار العلاقات لأن هذا في مصلحة البلدين، وفي بعض الأحيان يكون هناك صعود وهبوط، ولسنا بحاجة إلى جعل كل أزمة مؤشرًا على أي شيء”. وكانت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية قد أشارت إلى توجه رئيس الشاباك (رونين بار) أمس، إلى مصر وسط توترات مع القاهرة بعد العدوان الأخير على قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة أن بار التقى رئيس المخابرات المصرية عباس كامل بعد تصاعد التوترات بين إسرائيل ومصر، عقب قيام الجيش الإسرائيلي بقتل إبراهيم النابلسي أحد قادة المقاومة في نابلس بالضفة الغربية المحتلة، وإثر اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه مصر لإنهاء القتال في غزة بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في بداية شهر أغسطس/ آب الجاري.
وفي تحليل نشرته صحيفة هآرتس مؤخرا ذكر الكاتب عاموس هرئيل أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد تحدث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وجاء في بيان صادر عن مكتب لابيد أنه شكر السيسي على “دوره الحاسم” في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 7 أغسطس.
وبحسب الإعلام المصري طلب السيسي من لابيد تخفيف حدة التوتر في الضفة الغربية وكبح جماح جيش الاحتلال من أجل منع حدوث صدام آخر. ولكن بينما كان لابيد يتحدث مع السيسي، كانت هناك عملية أخرى على وشك الانطلاق، وقامت قوات الاحتلال بقتل المقاوم إبراهيم النابلسي وسط مدينة نابلس المحتلة مما أثار غضب مصر.
وتضمن إعلان وقف إطلاق النار بيانًا بأن القاهرة ستسعى للإفراج عن القيادي في حركة الجهاد بسام السعدي والأسير خليل عواودة عضو الجهاد المضرب عن الطعام المسجون من دون محاكمة، لكن الاحتلال ما زال يعارض الأمرين.
ويشار إلى أنه قد جاء ذلك في اجتماع نادر في مقر حزب الكرامة بالقاهرة، أعلنت أحزاب مصرية معارضة رفضها القاطع لإقامة أي تحالف مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وذلك تحت عنوان “مؤتمر اللجنة الوطنية لنصرة فلسطين، لرفض سياسة التحالفات العسكرية والتطبيع مع العدو الصهيوني”.
وقال رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري، محمد النمر: “إن التطبيع ليس ورقة يوقع عليها أي شخص، التطبيع مع الكيان الصهيوني هو الفساد”، مشيرا إلى أن “فلسطين تحتاج أمة عربية قوية”. وفيما قلل الأمين العام لحزب الكرامة محمد بيومي من شأن الحديث عن تلك التحالفات “التي لا تنتمي للواقع”، مؤكدًا أنه غير قلق من الحديث عن مثل تلك التحالفات التي تم إسقاطها قبل إنشائها.
وأوضح أن “الرهان على الشعوب العربية وليس الأنظمة، وأن الحركة الوطنية المصرية تستطيع أن تسقط أي تحالفات مشبوهة لا تعبر إلا عمن صنعوها”. وبدورها، أكدت الناشطة السياسية وعضو الحزب الاشتراكي المصري، كريمة الحفناوي، أن الشعوب العربية “قادرة على إفشال كل الأحلاف المشبوهة”، وقالت: “لا للتطبيع، ولا أي أحلاف تتم مع الصهيونية، وبنرددها جيل ورا جيل بنعاديكي يا إسرائيل”.