عضو مراقب.. كيان الاحتلال ينضم إلى الاتحاد الأفريقي رسميا
في خطوة عززت من سعي كيان الاحتلال الصهيوني لفرض كلمته في القارة السمراء، وأمام الدعم السخي من دولة الاحتلال لأثيوبيا في مشروعها لبناء سد النهضة، وهو الأمر الذي تلاقت فيه الرغبة الأثيوبية مع الرغبة الصهيونية في تهديد الأمن المائي للعدو الاستراتيجي للاحتلال، والمتمثل في مصر، لتكافئ أديس أبابا تل أبيب بمساعدتها بشكل غير مسبوق في الظفر بمقعد مراقب في الاتحاد الأفريقي، مستغلة صمت المغرب والسودان المتورطتان في التطبيع الذي يمنعهما -نظريا- من الاعتراض على الانضمام الصهيوني للاتحاد الأفريقي.
الدول العربية الأعضاء في الاتحاد الأفريقي وجدت نفسها في مأزق، أمام رفض ضئيل (مصر، والجزائر، وموريتانيا، وليبيا، وتونس، وجزر القمر، والصومال)، في ظل الصمت المغربي السوداني، ليصبح أعداد الرافضين فقط أقل من أن تذكر أمام أصوات أكثر من 50 دولة أفريقية أعضاء بالجامعة.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الخارجية الصهيونية، الخميس الماضي، انضمام بلادها مرة أخرى إلى الاتحاد الأفريقي عضوا مراقبا عبر سفيرها لدى إثيوبيا، حيث قالت الوزارة في بيان “لأول مرة منذ عام 2002، قدم سفير إسرائيل لدى إثيوبيا أليلين أدماسو أوراق اعتماده عضوا مراقبا لدى الاتحاد الأفريقي” دون أن توضح خلفيات الخطوة.
من جانبه، قال وزير الخارجية الصهيوني يائير لابيد “هذا يوم احتفال بالعلاقات الإسرائيلية الأفريقية”، وأشار إلى أن “الاتحاد الأفريقي هو أكبر وأهم منظمة في القارة السمراء ويضم 55 دولة”، مضيفا في البيان الصادر عن وزارة الخارجية أن “هذا الإنجاز يصحح الحالة الشاذة التي كانت موجودة منذ قرابة عقدين وهو جزء مهم من تعزيز نسيج العلاقات الخارجية لإسرائيل”، وتابع أن “هذا الإنجاز سيساعدنا على تعزيز أنشطتنا في القارة الأفريقية ومع الدول الأعضاء في الاتحاد”.
وقال موقع (تايمز أوف إسرائيل) الإخباري إنه حتى عام 2002، كانت إسرائيل عضوا مراقبا في منظمة الوحدة الأفريقية حتى جرى حلها واستبدالها بالاتحاد الأفريقي، لكن شهدت العلاقات بين أفريقيا وإسرائيل توترات منذ ستينيات القرن الماضي مع اندلاع حركات التحرر الوطني في القارة السمراء وتصاعد الصراع العربي الإسرائيلي.
وفي وقت لاحق، دفعت الحروب الإسرائيلية مع الدول العربية عامي 1967 و1973، إلى قطع الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى علاقاتها مع إسرائيل قبل أن تبذل تل أبيب على مدار السنوات التالية مساع كبيرة لتحسين العلاقات مع العديد من دول القارة.
وتقول إسرائيل إنها تتمتع بعلاقات مع 46 دولة في أفريقيا، ولديها شراكات واسعة النطاق وتعاون مشترك في العديد من المجالات المختلفة بما في ذلك التجارة والمساعدات.
وذكرت الخارجية الإسرائيلية في بيانها أنه “في السنوات الأخيرة، جددت إسرائيل علاقاتها الدبلوماسية مع تشاد وغينيا كما أعلن السودان بعد انضمامه إلى اتفاقات إبراهام تطبيع العلاقات مع إسرائيل”، في ظل تراجع النفوذ المصري في القارة، وتوغل الدور الإماراتي الاقتصادي الذي ساعد بوجه مكشوف في تمرير صفقات التطبيع مع الاحتلال عبر الضغط على البلاد الأفريقية المتعثرة ماليا، والتي وجدت في التطبيع مع الاحتلال فرصة سانحة للمرور من أزمتها المالية، لا سيما في ظل تداعيات فيروس كورونا المنتشر عالميا.
وذكر البيان “بعد الحصول رسميا على صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي ستكون الأطراف قادرة على التعاون من بين أمور أخرى في مكافحة كورونا ومنع انتشار الإرهاب المتطرف في أنحاء القارة”.