عثمان الخميس.. هجوم على المقاومة وصمت عن التطبيع الخليجي

في الوقت الذي تتسارع فيه خطوات الدول الخليجية نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، يبرز عثمان الخميس كأحد أبرز الأصوات التي تهاجم المقاومة الفلسطينية، بينما يلتزم الصمت المطلق تجاه العلاقات المتنامية بين بعض الدول العربية، وخاصة الخليجية، مع تل أبيب. هذا التناقض يثير تساؤلات حول دوافعه الحقيقية، وما إذا كان يخدم أجندة سياسية تهدف إلى تشويه صورة المقاومة والتغطية على التحالفات الجديدة بين الأنظمة الخليجية وإسرائيل.
هجوم متواصل على المقاومة
يُعرف الداعية الكويتي عثمان الخميس بخطابه العدائي تجاه المقاومة الفلسطينية، حيث يكرر خطابًا تشكيكيًا في نوايا الفصائل الفلسطينية، متهمًا إياها بأنها سبب “المآسي” التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
من أبرز مواقفه:
- إلقاء اللوم على المقاومة بدلًا من الاحتلال الإسرائيلي، مدعيًا أنها “تستفز العدو” وتتسبب في التصعيد.
- التشكيك في نوايا الفصائل المقاومة، وادعاء أنها “لا تمثل الأمة الإسلامية”، في حين أنها تدافع عن الأرض والمقدسات.
- استخدام خطاب ديني منحاز يصور مقاومة الاحتلال على أنها “غير مشروعة”، بينما يغض الطرف عن الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين.
لماذا يصمت عن التطبيع الخليجي؟
في المقابل، يتجنب عثمان الخميس انتقاد عمليات التطبيع التي تقوم بها حكومات خليجية، حيث أصبحت العلاقات مع إسرائيل علنية في بعض الدول مثل الإمارات والبحرين، وسط تحركات سعودية متزايدة في الاتجاه نفسه.
- لم يصدر عنه أي تصريح يدين فتح السفارات أو التبادل التجاري مع الاحتلال.
- لم ينتقد التعاون الأمني والعسكري بين بعض الدول الخليجية وإسرائيل، رغم أن ذلك يعد تحالفًا صريحًا مع عدو الأمة.
- لم يتحدث عن الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، بينما كان يتحدث سابقًا عن “ضرورة الدفاع عن المقدسات”.
لماذا يهاجم المقاومة ويصمت عن التطبيع؟
هذه الازدواجية في الخطاب تثير عدة احتمالات:
- توجيه من جهات عليا: قد يكون ملتزمًا بسياسات إعلامية تمنعه من انتقاد الحكومات الخليجية، خاصةً أن بعضها أصبح منفتحًا على إسرائيل.
- ترويج لخطاب يبرر التطبيع: بعض الدعاة والمثقفين في الخليج يعملون على إعادة تشكيل الرأي العام بحيث يصبح التطبيع “مقبولًا”، بينما يتم تشويه المقاومة كخطوة تمهيدية.
- الولاء السياسي على حساب المبادئ: يتضح أن الخميس يفضل الانسجام مع الخط العام لحكومات الخليج بدلاً من التمسك بالموقف الإسلامي التقليدي الداعم لفلسطين.
بينما يواصل الاحتلال العدوان اليومي على الفلسطينيين، ويزداد تطبيع الأنظمة الخليجية معه، يصر عثمان الخميس على استهداف المقاومة بدلاً من مواجهة المخاطر الحقيقية التي تهدد القضية الفلسطينية. هذا التناقض يكشف عن دور بعض الشخصيات الدينية في شرعنة السياسات الرسمية بدلاً من الدفاع عن قضايا الأمة، مما يجعل حديثه عن المبادئ الإسلامية محط تساؤل حول مصداقيته وولاءاته الحقيقية.