طوفان الأقصى تضرب مشاريع التطبيع العربي

جاءت عملية طوفان الأقصى للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، كضربة لمشاريع التطبيع العربي مع الاحتلال، والتي كشفت إجرام الاحتلال ضد أهالي غزة العزل التى نساها أو تنساها بعض الشعوب العربية أمام غسيل السمعة التي قامت به بعض الأنظمة العربية مع الاحتلال.

وأحبطت الحرب أحلام وخطط الاحتلال الكبرى في التحول إلى مركز إقليمي لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا، والتحول إلى همزة وصل بين أسواق آسيا والخليج وأوروبا، وتحويل موانئها على البحر المتوسط إلى ملتقى للتجارة الدولية.

وأجلت خططها الرامية إلى إحداث قفزات في صادراتها إلى أسواق دول المنطقة، واختراق بعض الأسواق الرافضة سلعها ومنتجاتها مثل العراق والجزائر ومصر واليمن ومعظم دول الخليج.

والعمل بالتعاون مع حلفاء إقليميين على ضرب قناة السويس، أهم ممر مائي في العالم، وتهديد خط سوميد الذي ينقل النفط الخليجي والعربي إلى أوروبا عبر مصر.

كما أعادت الحرب إلى الواجهة سلاح المقاطعة، سواء للسلع الإسرائيلية أو منتجات الشركات الداعمة للاحتلال، وامتدت المقاطعة إلى العديد من دول العالم وفي مقدمتها الدول الإسلامية مثل ماليزيا وتركيا وبنغلادش.

وقال مسؤول سعوديّ إنّ “المملكة العربية السعودية قررت تعليق المحادثات حول التطبيع المحتمل وأبلغت ذلك للمسؤولين الأميركيين” الذين يقومون برعاية المباحثات.

وكانت السعودية قطعت شوطا كبيرا في مفاوضات مستمرة منذ أشهر للتوصل إلى تطبيع تاريخي مع الدولة العبرية برعاية أميركية.

والشهر الماضي، قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمحطة “فوكس نيوز” إنّه “يقترب كلّ يوم أكثر فأكثر”.

فيما أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من على منبر الأمم المتحدة أنّ بلاده على “عتبة” إقامة علاقات مع السعودية.

وتابع “مثل هذا السلام سيقطع شوطا طويلا نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. وسيشجع الدول العربية الأخرى على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل”.

وفي سياق متصل|، قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن الهجوم المباغت الذي شنه مسلحو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس على “إسرائيل” استهدف منع توسيع علاقات بلاده السلمية في الشرق الأوسط.

وأكد نتنياهو لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الذي يزور الأراضي المحتلة، “كنا على وشك توسيع هذا السلام، وإحباط هذه الخطوة كان أحد أسباب الهجوم”.

وأضاف “إنها أحلك أوقاتنا. هذا يعني أنها حرب طويلة، وسنحتاج إلى دعمكم المستمر”.

ولليوم الـ19 على التوالي، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء غارات جوية على غزة، وقتل إجمالا 6546 فلسطينيا، بينهم 2700 طفلا و1584 سيدة و295 مسنا، وأصاب 17439 آخرين، بحسب وزارة الصحة في القطاع. كما يوجد عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.

وخلال الفترة ذاتها قتلت “حماس” أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية. وأسرت الحركة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ما يزيد على 200 إسرائيلي بعضهم مزدوجي الجنسية، بينهم عسكريون برتب رفيعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى