صفقة اقتصادية أم سياسية.. لماذا سيصدّر الأردن الطاقة للاحتلال؟

 

أطلقت إذاعة محلية أردنية، أغنية تستنكر التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، واتفاق المياه الأخير مقابل تصدير الطاقة لـ “إسرائيل”، بمشاركة إماراتية ورعاية أمريكية، ونشرت إذاعة “حسنى” المحلية أغنية، بعد أيام على اتفاق “نوايا” بين الأردن والإمارات من جهة، وبين الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، لدراسة مشروع تصدير الطاقة إلى الاحتلال، مقابل مياه صالحة للشرب إلى المملكة التي تعاني شحا في المياه.

 تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن، يوم الأحد 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 مقطع فيديو يتضمن حديث والد أحد الأطفال في الأردن، وقد استدعاه محافظ مدينة الزرقاء بسبب موقفه من العلم الإسرائيلي، الفيديو الذي أثار ضجة كبيرة في الاردن،  تضمن حديث الطفل عبد الرحمن الخلايلة الذي يبلغ من العمر 7 أعوام عن أن محافظ مدينة الزرقاء الأردنية استدعاه بسبب قيام الطفل بالتبول على علم إسرائيل.

جاءت تعليقات تويتر مستهجنة ما حدث من جانب المحافظ، فكتب أحد التعليقات: “بعد طلبه من قبل الأجهزة الأمنية.. استدعاء الطفل عبد الرحمن الخلايلة من خلال حماية الأسرة إلى المحافظ للتحقيق معه بعد قيامه بالتبول على علم الاحتلال خلال موجة الاحتجاجات الرافضة لاتفاقية العار- الطاقة مقابل الماء”، كذلك قال آخر: “إن الطفل عبد الرحمن الخلايلة عمره 7 سنوات، تم طلبه للمحافظ بسبب تبوله على علم الكيان المحتل!!”.

فيما علق آخر: “الطفل  عبد الرحمن يُغرِق الكيان الإسرائيلي والمسرحية الكبرى أن سيدنا أبو حسين لما يطلع يحكي عن الصهاينة يطلع بملابس العسكري، ممثل بارع أكثر من عمر الشريف”، كذلك قال تعليق آخر: “هل وصل الحال بالنظام الأردني لاعتقال الأطفال كرمال عيون الصهاينة القتلة المجرمين؟!!”. وكذلك قال تعليق: “الطفل عبد الرحمن الخلايلة اليوم مطلوب للدولة الأردنية بعد أن تبوّل على علم الكيان الصهيوني”.

ونظم آلاف الأردنيين، الجمعة 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، مسيرة احتجاجية لرفض “مقايضة الكهرباء بالماء” مع إسرائيل؛ حيث انطلقت المسيرة من أمام المسجد الحسيني، وصولاً إلى ساحة النخيل (مسافة تقدر بحوالي كيلومترات) وسط تواجد أمني مشدد، بالعاصمة عمّان، قوى شعبية وحزبية ونقابية الأردن، كانت قد دعت إلى تنظيم المسيرة الاحتجاجية لرفض الدخول مع إسرائيل في عملية تفاوضية للبحث في جدوى مشروع مشترك للطاقة والمياه.

وتأتي الاحتجاجات بعد أن  أعلن الأردن توقيع “إعلان نوايا” مع الإمارات وإسرائيل؛ للدخول في عملية دراسات جدوى خلال العام المقبل 2022، من المرجح أن يحصل الأردن بموجبه على 200 مليون متر مكعب من المياه سنوياً، ويصنف الأردن ثاني أفقر دولة في العالم بالمياه، وفق المؤشر العالمي للمياه، جاء ذلك، وفق بيان لوزارة المياه والري الأردنية؛ حيث قال البيان إن “إعلان النوايا” الذي تم توقيعه يعني “الدخول في عملية دراسات جدوى خلال العام المقبل 2022، من الممكن أن يحصل الأردن من خلالها على 200 مليون متر مكعب من المياه سنوياً”.

في المقابل، أورد الحساب الرسمي للقنصلية الإسرائيلية في الإمارات، أن البلدان الشريكة وقعت اتفاقية لمقايضة الطاقة بالمياه، خلال حفل أقيم في جناح الإمارات بـ”معرض إكسبو دبي”، ونشرت القنصلية صورة ظهر فيها وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الهرار، ووزير المياه الأردني محمد النجار، والموفد الإماراتي لقضايا المناخ سلطان الجابر، بحضور المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري.

ومنتصف الشهر الماضي، وقَّع الأردن اتفاقية مع إسرائيل لشراء المملكة 50 مليون متر مكعب مياه من تل أبيب، تمثل كمية إضافية لما هو منصوص عليه في اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين عام 1994، ويصنف الأردن ثاني أفقر دولة في العالم بالمياه، وفق المؤشر العالمي للمياه، وأوضح البيان الأردني اليوم، أن توقيع الإعلان “ليس اتفاقاً لا من الناحية الفنية ولا القانونية؛ وأن المشروع لن ينفذ دون حصول الأردن على هذه الكمية من المياه سنوياً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى