صدمة في الشارع الإسرائيلي.. ملحمة يقدمها العرب ضد التطبيع في مونديال قطر

في الوقت الذي تهرول فيه الأنظمة العربية للتطبيع مع الاحتلال، وتطويره بعقد الاتفاقيات الأمنية والعسكرية والاقتصادية، وبينما ظن البعض أن التطبيع بدأ يتسرب للشعوب العربية، بفعل الضغط الحكومي والقمع من الحكام، جاء مونديال كأس العالم بقطر 2022، ليظهر معدن الشعب العربي، ورفضه لعمليات التطبيع الحكومي، ودعمه للشعب الفلسطيني ضد انتهاكات الاحتلال.

 

جاءت مونديال قطر كالصدمة في وجه الاحتلال، وتكررت مشاهد رفع الأعلام الفلسطينية في المباريات وأمام الكاميرات، وفي وجه الإعلاميين الإسرائيليين، كما شهدت خوف المراسلين الإسرائيليين من إبراز هوياتهم، خوفًا من عدم التعامل معهم.

 

وكان معظم الرفض للتطبيع من دول طبعت مع الاحتلال مثل المغرب، أول دول في طريقها للتطبيع مثل السعودية، من خلال مواطنيها الذين عبروا عن دعمهم للشعب الفلسطيني ورفضهم التطبيع مع الاحتلال.

 

وفي 2020 طبعت كلًا من الإمارات والبحرين والسودان، مع الاحتلال الإسرائيلي، بموجب اتفاقية أبراهام، برعاية الولايات المتحدة.

 

وكان أول البلاد العربية تطبيعًا مع الاحتلال بمصر باتفاقية كامب ديفيد، ثم الأردن باتفاقية وادي عربة، وتشير تقارير إعلامية إلا قرب التطبيع مع دول عربية أخرى كالسعودية وعمان وتونس.

 

وأصاب ماحدث في قطر الشارع الإسرائيلي، بحالة من خيبة الأمل والانتكاسة بعد أن اتضح لهم أن اتفاقات التطبيع مع الدول العربية التي شكلت موضع ترحيب، لن تحل كراهية الجماهير العربية لإسرائيل، ما دفع أصواتا إسرائيلية متزايدة للإعراب عن سخريتها من الاضطرار لانتظار كأس العالم في قطر حتى نفهم أننا مرفوضون من الشعوب العربية.

 

وقال يناي مغدال، المستشار في شركة الاتصالات، والباحث في شؤون حركة المقاطعة العالمية، إن “الجمهور الإسرائيلي قد وقع فعلا في حب الرواية التي رواها لنفسه في أعقاب اتفاقيات التطبيع، وبموجبها تتجاهل الدول العربية الفلسطينيين، وصدّق نفسه أن هذه الدول تتجه نحو سلام دافئ مع الإسرائيليين، لكن الصور التي جاءت من قطر أظهرت حقيقة مختلفة، فالرواية الفلسطينية حية وموجودة، ويؤمن بها مئات الملايين، بما في ذلك خارج الشرق الأوسط، ويستثمر الفلسطينيون موارد هائلة لنشرها بين غير العرب وغير المسلمين”.

 

وكان نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، والمعروف بعراب التطبيع مع الدول العربية، قد قال في وقت سابق أن العائق في التطبيع مع الدول العربية ليست الحكومات، ولكن الشعوب العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى