صدمة الضربات الإسرائيلية بعد التحرير.. هل تهدد مسار التطبيع السوري؟

أثارت تصريحات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني جدلاً واسعاً، بعدما وصف الضربات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا بأنها “مفاجئة وصادمة”، وجاءت مباشرة بعد سقوط نظام بشار الأسد، وهو ما جعل مباحثات التطبيع مع الاحتلال تدخل مرحلة من التعقيد.
صدمة ما بعد التحرير
الشيباني أكد في مقابلة مع شبكة سي أن أن أن المجتمع السوري تفاجأ بالهجمات الإسرائيلية، خصوصاً مع انسحاب الميليشيات الإيرانية وحزب الله عقب سقوط النظام السابق، وهو ما اعتبره “نقضاً واضحاً” لفرص بناء مرحلة جديدة من الاستقرار.
وأشار إلى أن إسرائيل ساهمت في إطالة أمد الفوضى الداخلية عبر دعم جماعات مسلحة خارجة عن القانون، مما عقد أزمة البدو والدروز، ووضع هذه المكونات في مأزق بالغ الحساسية.
التطبيع بين الممكن والمستحيل
رغم إعلان نتنياهو الأسبوع الماضي أن المفاوضات مع دمشق جارية، مشترطاً نزع السلاح جنوب غرب سوريا وضمان أمن الدروز، إلا أن الشيباني رأى أن الحديث عن التطبيع واتفاقيات شبيهة بـ”اتفاقيات أبراهام” يبدو صعباً في ظل “الضربات والتهديدات الإسرائيلية”.
ومع ذلك، أكد الوزير السوري أن “سوريا موحدة وقوية ستكون عاملاً إيجابياً للأمن الإقليمي، بما يخدم حتى إسرائيل نفسها”.
الدور الأمريكي وصورة جديدة لدمشق
من زاوية أخرى، رحّب الشيباني بمواقف واشنطن منذ “يوم التحرير”، واعتبرها إيجابية بعد رفع العقوبات المفروضة على النظام السابق، وهو ما انعكس في دعم شعبي سوري للانفتاح على الولايات المتحدة.
ويُفهم من تصريحاته أن دمشق تحاول رسم صورة جديدة لسياستها الخارجية، تقوم على مبدأ التعاون والانفتاح، بعيداً عن الاصطفافات السابقة.
قراءة تحليلية
يمكن القول إن تصريحات الشيباني تكشف عن معادلة معقدة تواجه سوريا في مرحلة ما بعد الأسد:
- الضربات الإسرائيلية أعادت أجواء الشكوك وعرقلت فرص التطبيع.
- الشرط الإسرائيلي بنزع السلاح جنوب سوريا يضع دمشق أمام اختبار السيادة.
- الموقف الأمريكي يمنح دمشق فرصة جديدة لإعادة التموضع إقليمياً.
لكن يبقى السؤال الأهم:
هل تستطيع سوريا الموازنة بين الضغوط الإسرائيلية وشروطها الأمنية، وبين رغبتها في الانفتاح على الإقليم والعالم، دون أن تدفع ثمن ذلك في الداخل؟







