صخرة ضد التطبيع.. أحمد جبريل مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

من بين كل رموز الصف الأول المقاومين للتطبيع، برز اسم مناضل القضية الفلسطينية ورئيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، القيادة العامة، أحمد جبريل كأحد أبرز الرافضين بالكلية لأي شكل من أشكال التواصل مع الاحتلال، معتبرا ذلك يحمل في طياته اعترافا ضمنيا بالمحتل وبشرعية وجوده.

 

وأمس الأربعاء السابع من يوليو، توفي جبريل بالعاصمة السورية دمشق، عن عمر ناهز 83 عاما، بحسب ما أكده بدر جبريل، نجل الزعيم الثوري الفلسطيني، وقال إنه توفي بعد مرض عضال، وهو الخبر الذي أكدته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقالت إنه توفي في أحد مستشفيات مدينة دمشق السورية.

 

أحمد جبريل، أسس مباشرة بعد نكسة يوليو/جوان عام 1967 الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رفقة الزعيم اليساري الفلسطيني الراحل، جورج حبش، قبل أن ينسحب من قيادتها سنة بعد ذلك، بسبب خلافات سياسية وأسس الجبهة الشعبية، القيادة العامة وتولى أمانتها العامة.

 

ويعد القيادي الفلسطيني الراحل من أشرس المعارضين لكل فكرة للتفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي، ضمن موقف جعله يرفض بشكل قطعي توقيع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على اتفاقيات السلام مع الوزير الأول الصهيوني، إسحاق رابين وقبلها، كل فكرة لمنح حكم ذاتي للأراضي الفلسطينية.

 

واُتهمت الجبهة الشعبية جناح جبريل بالضلوع في تفجير طائرة “بان أمريكان” الأمريكية في أجواء مدينة لوكيربي الاسكتلندية سنة 1988 وعلى متنها 270 راكب ضمن اتهام نفاه جبريل، كما نفى كل تورط لحركته في تحطم طائرة للخطوط الجوية السويسرية كانت متوجهة سنة 1970 إلى مطار بن غريون، الإسرائيلي والذي خلف مقتل 47 راكبا.

 

ومازالت الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي تعتبر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منظمة إرهابية بسبب مواقفها الرافضة لكل مفاوضات أو تطبيع مع الكيان المحتل، وبسبب منطلقاتها الأيديولوجية المتعارضة مع نزعة الهيمنة الغربية.

 

وولد أحمد جبريل بالقرب من مدينة يافا في فلسطين عام 1938 خلال الانتداب البريطاني على فلسطين، وانتقلت أسرته إلى سوريا خلال حرب فلسطين عام 1948 وحصلت على الجنسية السورية، وانضم جبريل إلى الجيش السوري في بداية حياته ووصل إلى رتبة ضابط لكنه ما لبث أن تركه.

 

وفي عام 1959 أسس جبريل جبهة التحرير الفلسطينية، وفي عام 1968 اتحدت الجبهة مع حركة القوميين العرب وزعيمها جورج حبش وحركة “أبطال العودة” بقيادة وديع حداد تحت اسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطينأ وبعد عام انفصل عنهم جبريل وأسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة.

 

من جانبها، نعت حركة “حماس” جبريل، وقال حسام بدران عضو المكتب السياسي لحماس ورئيس مكتب العلاقات الوطنية “إن وفاة القائد “أبو جهاد” جاءت بعد مسيرة حافلة بالبذل والعطاء لوطنه ولشعبه ولقضيته على مدار سنين طويلة”، وأفادت في بيان بأنها تعتبر أن رحيل القائد أحمد جبريل يشكل خسارة للشعب الفلسطيني ولعموم المناضلين والمقاومين ولكافة أحرار العالم.

 

كما نعت لجان المقاومة في فلسطين وذراعها العسكري ألوية “الناصر صلاح الدين” أحمد جبريل، وقالت في بيانها: “تنعى لجان المقاومة في فلسطين وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين ممثلة بأمينها العام القائد أيمن الششنية وقيادتها المركزية وعموم هيئاتها ولجانها العسكرية والتنظيمية والإعلامية القائد الوطني أحمد جبريل”.

 

وأضافت: “لن ينسى شعبنا الفلسطيني المقاوم للقائد الوطني الكبير أحمد جبريل دوره الكبير في مقاومة إسرائيل وأذنابها ووكلائها في منطقتنا وكانت دائما فلسطين هي هدفه وقدم ابنه الشهيد جهاد جبريل على طريق القدس والحرية وكان مسؤولا عن الكثير من العمليات الفدائية والأمنية ضد العدو الصهيوني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى