شروط سعودية للتطبيع مع إسرائيل
تزداد ضبابية المشهد التطبيعي بين السعودية وإسرائيل، ما بين تقارير تشير لاقتراب التطبيع السعودي العلني مع الاحتلال، إلا أن هناك تقارير تشير لوجود شروط سعودية لإتمام عملية التطبيع.
وتقيم السعودية وإسرائيل علاقات سرية بين الجانبين، كللت باتصالات هاتفية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قبل وبعد القمة العربية التي عقدت في مدينة جدة، غرب المملكة.
ويرفض الاحتلال شرطين سعوديين لتطبيع العلاقات بين الجانبين، كانت قد قدمتهما المملكة خلال محادثات مع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن.
وأشارت مصادر عبرية، إلى أن هذين الشرطين يضعان مصاعب أمام التوصل إلى “اتفاق تطبيع علاقات” ومن شأنهما عدم تسيير رحلات جوية للمسلمين في الداخل المحتل إلى السعودية في فترة موسم الحج.
وقال المصدر، إنه توجد صعوبتان أساسيتان في الاتصالات، يتعلقان بطلب السعودية الحصول على أسلحة أميركية متطورة، وبموافقة أميركية على برنامج نووي سعودي مدني.
وأضاف، أن تزويد السعودية بأسلحة أميركية متطورة من شأنه أن يستهدف ما يسمى “التفوق النوعي العسكري الإسرائيلي” في الشرق الأوسط، وأن ثمة احتمالا أن يشكل برنامج نووي مدني أساسا لتطوير سلاح نووي سعودي، “الأمر الذي سينهي الاحتكار النووي المنسوب لإسرائيل في الشرق الأوسط”.
ووفق المصدر، فإن “بايدن يريد التوصل إلى اتفاق إسرائيلي – سعودي وطرحه كإنجاز دولي في الحملة الانتخابية العام المقبل، لكن ستكون لديه مشكلة إذا كان الثمن برنامجا نوويا في السعودية”.
وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، إن “مطالب السعودية هي من الولايات المتحدة، وهذه معضلة أميركية، ما الذي ستكون الولايات المتحدة مستعدة لدفعه مقابل اتفاق”.
وأضاف هنغبي “أننا لا نعي دائما ما يحدث في الأروقة السعودية – الأميركية. وهناك مواضيع ينبغي أن تحصل على مصادقة الكونغرس الأميركي، ونحن لسنا في هذه المسألة”.
وكان هنغبي أكثر حزما ووضوحا في الموضوع النووي، وقال إن “الأميركيين لن يتقدموا في هذا الموضوع مقابل السعودية من دون إجراء اتصال وثيق معنا. وتوجد مشكلة إذا أرادت دولة برنامجا نوويا مدنيا، لأنها معنية باستغلاله لصالح قدرات عسكرية”.
وأشارت إلى أن التقديرات “الإسرائيلية” هي أنه سيستغرق عدة أشهر على الأقل من أجل التوصل إلى حل في هذه القضية.
وخلال زيارة مدير عام وزارة الخارجية “الإسرائيلية” رونين ليفي، إلى واشنطن، الشهر الماضي، جرى التباحث مع مسؤولين في الخارجية الأميركية حول إمكانية المبادرة إلى “لفتات نية حسنة” بين “إسرائيل” والسعودية قبل السعي نحو اتفاق تطبيع علاقات شامل بين الطرفين، والقسم المركزي في هذه اللفتات تعلق بتسيير رحلات جوية من الكيان إلى السعودية، الشهر المقبل، لنقل حجاج مسلمين من الداخل.
وفيما تفاءلت “إسرائيل” بخط طيران كهذا، قال هنغبي أمس إن الجدول الزمني القصير حتى فترة الحج، في منتصف حزيران/يونيو المقبل، من شأنه منع تحقيق ذلك في العام الحالي. وأضاف أن “السعوديين لم يعارضوا ذلك أبدا، لكنهم لم يخرجوا عن طورهم للسماح بذلك”.
وتقف إرادة الشعب السعودي الرافض للتطبيع مع الاحتلال، أمام سعي بن سلمان الحثيث لتسهيل التطبيع، وذلك منذ وصوله للسلطة عام 2017.
والتقى نتنياهو سرًا في ولايته الأولى مع بن سلمان في المملكة.