شددت على دعمها للقضية الفلسطينية.. هل يندفع العراق نحو التطبيع مع الاحتلال؟

 

جددت السلطات العراقية موقفها الرافض للتطبيع مع كيان الاحتلال، مشددة على دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني، وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد الصحاف: “نجدد موقف وزارةُ الخارجية، كما عُرف عنها، موقفَ العراق الثابتَ والداعمَ للقضية الفلسطينية وتنفيذَ الحقوق المشروعة الكاملة للشعب الفلسطيني”، مشددًا على “الرفض القاطع لمسألة التطبيع مع “إسرائيل”.

وأضاف المتحدث أن وزير الخارجي، فؤاد حسين، أكد في مؤتمر حوار المنامة، كما الحال في جميع المحافل الدولية، حقَّ الشعب الفلسطيني ورفض جميع أشكال مسألة التطبيع، ومن قبل، أكدت الحكومة العراقية، رفضها “القاطع” لدعوات التطبيع مع “إسرائيل”، مؤكدةً موقفها التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية.

جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ردا على دعوات التطبيع الصادرة عن مؤتمر “السلام”، الذي نظم الجمعة، بإقليم كردستان شمالي العراق، وعقد في أربيل عاصمة الإقليم، مؤتمر “السلام” الذي نظمته شخصيات عشائرية من السنة والشيعة، ودعا إلى تطبيع العلاقات مع “إسرائيل” بشكل علني، في أول حدث من نوعه بالعراق.

وقال البيان: “هذه الاجتماعات (المؤتمر) لا تمثل أهالي وسكان المدن العراقية، التي تحاول هذه الشخصيات بيأس الحديث باسم سكانها، وإنما تمثل مواقف من شارك فيها فقط”، وجه عدد من المثقفين العراقيين دعوة مفتوحة لعقد مؤتمر دائم لمناهضة التطبيع سياسيا واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، وأكد 92 مثقفا عراقيا بين كاتب وشاعر وصحافي في بيان صحفي إيمانهم “بأن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية والمركزية في الوطن العربي وأن المثقفين العراقيين ماضون في دعمهم لنضال الشعب الفلسطيني من أجل حريته وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

وجاء ذلك بعد أيام من تنظيم مؤتمر دعا للتطبيع في أربيل، حيث لقي إدانة رسمية وشعبية وفصائلية واسعة، وأوضح المثقفون العراقيون أنهم يعدون لعقد مؤتمر دائم لمناهضة الغزو والتطبيع مع الاحتلال، وأعلنوا نيتهم انتخاب لجنة من مفكرين وأدباء وإعلاميين ومحامين لغرض وضع برنامج حول سبل مواجهة الداعين للتطبيع.

وبينوا أن هدفهم مناقشة العديد من الأفكار والدراسات واقتراح القوانين لإقصاء الشركات المتورطة أو المدعومة من الكيان الإسرائيلي ومنع الشركات العالمية من العمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي السياق، أصدر وزير الثقافة العراقي حسن ناظم، أمرًا بعزل موظفة في الهيئة العامة للآثار على خلفية مشاركتها في مؤتمر دعا إلى التطبيع مع “إسرائيل”، إذ جاء ذلك بناءً على توصيات اللجنة التحقيقية المشكّلة في الهيئة العامة للآثار والتراث.

وبحسب التوصيات، تقرر عزل سحر كريم الموظفة في الهيئة العامة للآثار والتراث من الوظيفة، وعزا الوزير ناظم، قرار عزل كريم إلى “إتيانها أفعالا تتنافى وقواعد السلوك الوظيفي، وتمثل خروقاً لقوانين العراق وتوجهاته السياسية، ما يجعل بقاءها بالوظيفة مضراً بالمصلحة العامة”.

وذكرت الوكالة العراقية، أن الأمر الوزاري جاء إثر “مشاركة الموظفة في مؤتمر التطبيع مع “إسرائيل” في أربيل”، ونقلت الوكالة عن الوزارة تأكيدها، في بيان، “عدم علمها بتصرف الموظفة التي قدمتها وسائل إعلام عالمية ومحلية على أنها تعمل بصفة مديرة الأبحاث في الوزارة وهو أمر مجافٍ للحقيقة”.

وأكدت الجبهة التركمانية العراقية، رفضها القاطع لدعوات التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وقالت الجبهة في بيان لها: “نرفض جميع الدعوات التي تنادي بضرورة تطبيع العلاقات بين البلدين”، مؤكدة موقفها التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية، وأضاف البيان أن ممثلين عن بعض العشائر في مدينة أربيل، يرفضون بشكل قاطع اجتماعات التطبيع مع تل أبيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى