سيناء مفتوحة للإسرائيليين ومعبر رفح مغلق أمام أهل غزة

شهد معبر طابا الذي يفصل بين جنوب سيناء والأراضي الفلسطينية المحتلة اليوم الجمعة زحاماً كبيراً منّ الإسرائيليين الراغبين في قضاء الإجازة في سيناء.
ويتزامن الزحام في معبر طابا مع استمرار إغلاق معبر رفح البري بين مصر وقطاع غزة الذي يشهد حربا إسرائيلية منذ أكثر من ثمانية أشهر.
وأفاد مصدر حكومي مصري في محافظة جنوب سيناء لـ”العربي الجديد” بأن عشرات الآلاف من الإسرائيليين جاؤوا إلى معبر طابا البري للدخول إلى سيناء، لقضاء الإجازة فيها. وأشار إلى أن ارتفاع الحرارة لم يكن عائقاً أمام توافد الإسرائيليين، فيما عملت الطواقم المصرية في المعبر على تسهيل إجراءات التفتيش الأمني لتخفيف الزحام.
وبين أن المشاهد المصورة التي نشرت عبر وسائل الإعلام كانت من الجانب الإسرائيلي في ظل منع التصوير في الجانب المصري من المعبر لأسباب أمنية.
اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح من الجانب الفلسطيني، حتى باتت الدبابات الإسرائيلية في مواجهة مباشرة للحدود المصرية، في خرق لمعاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل، وهو ما يفتح الباب للتساؤل هل كان ذلك بموافقة نظام السيسي، أم خرق لاتفاقية السلام رغم أنف النظام في مصر.
بعد عدة أشهر من التحذيرات والرفض المصري لأي عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة رفح أو محور فيلادلفيا، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء سيطرته على معبر رفح، الذي يربط مصر بقطاع غزة.
وقال جيش الاحتلال -في بيان- إن “قوات اللواء 401 حققت السيطرة العملياتية على معبر رفح من جهة غزة، وفصلت المعبر عن محور صلاح الدين”.
وبذلك تكون قوات الاحتلال قد توغلت في محور صلاح الدين “فيلادلفيا” -لأول مرة منذ انسحابها من قطاع غزة منتصف أغسطس/آب 2005- وهو شريط حدودي يبلغ طوله 14 كيلومترا، يفصل بين الأراضي الفلسطينية بقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، وتنص اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل على أن يكون “منطقة عازلة” على طول الحدود بين الطرفين.
وفي أول رد فعل مصري، دانت وزارة الخارجية المصرية الثلاثاء -في بيان- العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح، وما أسفرت عنه من سيطرة إسرائيلية على الجانب الفلسطيني من المعبر.
ودعت الخارجية المصرية إسرائيل إلى ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى”، والتي من شأنها أن تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل قطاع غزة.
واعتبرت أن هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون اعتمادا أساسيا على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة.
كما طالبت الخارجية المصرية جميع الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقق نتائجها المرجوة.
بدوره، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن المجتمع الدولي عجز عن منع إسرائيل من اقتحام رفح.
وبعد ساعات، أفادت وسائل إعلام مصرية بأن القاهرة طالبت تل أبيب بوقف تحركاتها العسكرية في معبر رفح من الجانب الفلسطيني “فورا”.
ونقلت قناة “القاهرة الإخبارية” (المقربة من المخابرات المصرية) عن مصدر لم تسمه، لكنها وصفته بأنه “رفيع المستوى”، أن وفدا أمنيا مصريا حذر نظراءه في إسرائيل من عواقب اقتحام معبر رفح من الجانب الفلسطيني، وطلب وقف هذا التحرك فورا.
وأضاف المصدر أن مصر أبلغت إسرائيل بخطورة التصعيد، وأنها جاهزة للتعامل مع كافة السيناريوهات.
وتابع المصدر “هناك جهود مصرية مكثفة مع مختلف الأطراف لاحتواء الوضع في قطاع غزة، وهناك توافق بين جميع الأطراف للعودة إلى المسار التفاوضي”.