سعي أمريكي لانضمام تونس لقطار التطبيع مع الاحتلال
كشف السفير الأمريكي في تونس، جوي هود، في تصريحات سابقة أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، سعيه لدفع تطبيع تونس مع إسرائيل، وذلك بعد اتهامات متتابعة لحكومة قيس سعيد بسعيه للتطبيع، بعد ادعاءاته السابقة الرافضة لها.
وبالرغم من رفع سعيد أثناء حملته الانتخابية شعار “التطبيع خيانة عظمى” إلا أنه كان هدفًا للهجوم الشعبي، بعد مصادقته على ما يسمى الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية في المتوسط المعتمد بمدينة مدريد يوم 21 يناير/كانون الثاني 2008، وهو بروتوكول لم يحظ آنذاك بالموافقة في عهد زين العابدين بن علي.
لتصبح تونس بموجبه عضوة في إطار إقليمي واحد مع الكيان الصهيوني ومجموعة من الدول الأخرى.
في المقابل، لم توقع عليه حتى الآن دول أخرى مطلة على البحر المتوسط مثل مصر والجزائر وليبيا وإيطاليا وتركيا واليونان والبوسنة والهرسك وقبرص وموناكو.
وقال غازي الشواشي الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي إن موافقة سعيد على الانضمام لهذا البروتوكول يفتح الباب لالتزامات متبادلة بين مختلف الدول الأعضاء، بما فيها الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين.
وفي مؤتمر المناخ الذي انعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية، أظهر مقطع فيديو، رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن وكأنها تتبادل الحديث مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، خلال التقاط الصور التذكارية للقمة.
بدوره، اعتبر حزب “العمال” التونسي، أن ما وصفه “بتبادل كلمات ودية” بين رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن ورئيس إسرائيل إسحاق هرتسوغ خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في مدينة شرم الشيخ المصرية خطوة “تطبيعية”.
وقال الحزب في بيان له، إنه “يدين هذه الخطوة التطبيعيّة الجديدة التي يعتبرها تكريسا لتوجّه سياسيٍ قائم على التبعية والخضوع لإرادة القِوى والمؤسسات الامبرياليّة التي تفرض التطبيع جزء من سياستها الاستعمارية الجديدة مقابل منح توابعها حفنة من القروض”.
وأضاف أنه “لم يثِق لحظة بشعارات (الرئيس التونسي) قيس سعيد حول التطبيع (مع إسرائيل) خلال حملته الانتخابية”.
كما تداولت وسائل إعلام أجنبية أنباءً عن “محادثات دبلوماسية بين تونس وإسرائيل بشأن تقارب تطبيعي محتمل”.
وفي سياق متصل، اتهم الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، لوبيات صهيونية بمحاولة محاصرة الجزائر بجرّ تونس نحو التطبيع معها بعد المغرب.
وقال في كلمة افتتاحية للمؤتمر العادي للاتحاد الجهوي للشغل بولاية القيروان، إن “هناك حملات تقوم بها صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي وتقودها روبوتات إلكترونية من اللوبي الصهيوني والمخابرات الأجنبية لمسألة جوهرية، ليس محبة في تونس أو في حرية التعبير”.
وأضاف: “هذه الحملات الإلكترونية باطنها مصالح جيوسياسية تتعلق بمحاور إقليمية تونس اليوم جزء لا يتجزأ منها، خاصة بعد تطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني، في مساع لإخضاع تونس للتطبيع لمحاصرة الجزائر”.