سخافات تطبيعية.. وزير خارجية الإمارات يشارك نظيره الصهيوني مقالا بصحيفة عبرية!
حتى في عالم الصحافة والإعلام، يبدو مشاركة سياسي لنظيره في كتابة مقال رأي حدثا نادر الحدوث ولا مبرر له على الإطلاق إلا في حالة واحدة تبدو مفصلة تماما للعلاقة بين النظام الإماراتي والاحتلال الصهيوني، وهو بالفعل ما حدث صباح اليوم حين نشر وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد ونظيره الإسرائيلي يائير لبيد، مقالا مشتركا في صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية، أكدا فيه تصميمهما على المضي قدما في تطبيع العلاقات بين أبو ظبي وتل أبيب.
المقال المشترك المنشور باللغة العبرية، تحت عنوان “اخترنا بشكل مختلف” جاء فيه أنه عندما وقعت الإمارات وإسرائيل اتفاق التطبيع عام 2020 فإنهما قررتا اتخاذ مسار مختلف عن الإجماع العربي “المتصلب” في عداء “إسرائيل التي تمد يديها بالسلام”، متابعا: “توقع العالم أن تُحددنا الاختلافات بيننا، أحدنا يهودي والآخر مسلم، أحدنا إسرائيلي والآخر عربي. لقد شكلتنا هذه الصفات كبشر، ولكن السؤال الذي يُطرح مرارا وتكرارا: هل الماضي يحدد المستقبل، أم أننا سادة مصيرنا؟”.
وأشار الكاتبان -والصديقان أيضا- أنه مع إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وإسرائيل، شرع الجانبان في تحديد نموذج جديد للمنطقة، نموذج محدد بالسعي المشترك لتحقيق السلام والاستقرار والأمن والازدهار والتعايش بين الشعبين.
وأضاف الوزيران أنه “من المؤكد أن التحديات التي تواجهنا كبيرة. يأتي السلام الذي اختاره بلدانا على خلفية اندلاع العنف والتطرف في المنطقة، حيث توجد مصالح اقتصادية جادة وديناميكيات دبلوماسية معقدة. يجب أن يتغلب نهجنا، الذي يعطي الأولوية للتبادل المفتوح والمشاركة بين الناس، على القوى التي ستحاول تقويضه”.
واستعرض المقال المشترك أشكال التعاون المتنوع بين الجانبين منذ توقيع اتفاق التطبيع العام الماضي، قبل أن يختتما المقال بالقول “السلام ليس اتفاقية موقعة ولكن أسلوب حياة.. والاحتفالات التي أجريناها هذا الأسبوع ليست نهاية الطريق.. إنها مجرد البداية”.
وكان وزير خارجة الاحتلال قد افتتح اليومين الماضيين سفارة لإسرائيل في أبو ظبي، وقنصلية عامة لها في دبي خلال الزيارة الرسمية الأولى لوزير إسرائيلي منذ اتفاق تطبيع العلاقات بين الجانبين في سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
وقد أثارت اتفاقيات التطبيع -التي وقعتها إسرائيل مع كل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان- غضب الفلسطينيين الذين صفوها بأنها “خيانة” وخرق للإجماع العربي.
لكن الإمارات ضربت بالإجماع العربي عرض الحائط، لتدخل في سلسلة غير منطقية من توقيع الاتفاقات التطبيعية مع الاحتلال الصهيوني، إذ تشير وكالة أنباء الإمارات -وتفتخر بذلك- بأن النظام الإماراتي أبرم مع “إسرائيل” أكثر من 12 اتفاقية مختلفة منذ توقيع اتفاق التطبيع، كان آخرها توقيع وزير الخارجية الإماراتي ونظيره الصهيوني في أبو ظبي اتفاقية للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين تهدف للبحث عن سبل تعزيز العلاقات الثنائية بينه النظامين في ضوء الاتفاق بين الجانبين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصهيونية ليئور حياة، إن هذه الاتفاقية التي وُقّعت قبل أيام هي الـ12 بين إسرائيل والإمارات، والتي افتتحها وزير الخارجية الصهيوني الجديد يائير لبيد أثناء افتتاح سفارة “بلاده” في الإمارات، وذلك خلال زيارة استغرقت يومين، لتكون أول زيارة رسمية يقوم بها وزير خارجية صهيوني للإمارات، كأحد نتائج التوقيع على اتفاق لتطبيع العلاقات العام الماضي.
وقال وزير خارجية الاحتلال الصهيوني -خلال تدشينه لمقر السفارة- إنها لحظة تاريخية تذكّر بأن الشعوب هي التي تصنع التاريخ. وأضاف أن “إسرائيل” معنية بالسلام مع جميع جيرانها، ولا سيما أبو ظبي التي تحتضن السفارة، ودبي التي افتتح فيها لبيد قنصلية، أثناء زيارته لموقع معرض “إكسبو 2020 دبي”، وهو معرض دولي سيُفتتح في أكتوبر/تشرين الأول المقبل وستشارك فيه “إسرائيل” بوصفها “دولة” تكنولوجية رائدة في الشرق الأوسط!