سامح شكري.. سفير السلام الدافئ مع الاحتلال الإسرائيلي
سامح شكري.. سفير السلام الدافئ مع الاحتلال الإسرائيلي
منذ أن اختير وزيرا لخارجية حكومة السيسي تحت رئاسة إبراهيم محلب للحكومة بعد الانقلاب العسكري الذي قام به الجيش بقيادة الجنرال عبد الفتاح السيسي على الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي عام 2013، ولم يدخر شكري جهدا في خدمة دولة الاحتلال الصهيوني.
مشاهد كثيرة ظهر فيها سامح شكري معبراً عن سعيه لتعاون عميق مع دولة الاحتلال إذ يرى أنه بهذا يتقرب إلى السيسي، ويتماشى مع سياسات الانقلاب في مصر، ويخدم توجهات كفيل الانقلاب الإماراتي بن زايد، تلك المشاهد التي جاءت كلها مسيئة لتاريخ مصر العريق أمام الشعوب العربية والإسلامية.
زيارات سامح شكري المتكررة لدولة الاحتلال، كانت أكبر دليل على مساعيه تلك، وهي الزيارات التي احتفت بها وسائل الإعلام الإسرائيلية المرئية والمسموعة والمقروءة، حيث اعتبرت تلك الزيارات هي الدلالة الواضحة على قوة العلاقات بين حكومة الاحتلال وحكومة السيسي في مصر، وهو ما اعتبره باحثون إسرائيليون تحالفا إستراتيجيا يجب استغلاله صالح دولة الاحتلال.
في مقال لآفي يسخاروف -أحد الأقلام الإسرائيلية- علق قائلاً على إحدى زيارات سامح شكري بأنها تقول للعالم “العلاقات الرومانسية بين إسرائيل ومصر بدأت تخرج للنور، وتمهد لخلق تحالف عربي يقبل بدمج دولة إسرائيل في عملية سلام إقليمية موسعة”، وكان شكري قد قال خلال زيارته بأن من المفيد أن تظهر علاقاتنا مع إسرائيل للعالم كله، حيث بات قطاع غزة وصراعات الضفة مصدرا لعدم استقرار المنطقة وشيوع المخاطر في الشرق الأوسط.
لا يرى في قتل إسرائيل للأطفال إرهابا
على الرغم من إدراج كل المعارضين لانقلاب السيسي على الثورة المصرية على قوائم الإرهاب أو اتهامهم بالانضمام لحركات إرهابية ومصادرة حقوقهم في العيش والحياة الحرة فضلا عن الاشتراك في العمل السياسي، وذلك بسبب زعم ارتكاب هؤلاء أعمال وأنشطة إرهابية وتخريبية تضر بأمن الوطن والمواطنين، ويسفك فيها دماء الأبرياء.
رفض شكري اتهام إسرائيل بالإرهاب بسبب قتلها أطفال فلسطين، حيث قال في لقاء مع أوائل الطلبة في مقر وزارة الخارجية المصرية، إنه لا يوجد دليل واحد واضح وصريح على تورط إسرائيل في علاقات مع منظمات إرهابية، وأن الناظر في “تاريخ” إسرائيل سيعلم أهمية عنصر الأمن والأمان لديها، لأنها تواجه تحديات كبيرة جعلتها تحكم السيطرة على الأرض والمنافذ لحماية شعبها، كما أنه لا يستطيع أن يصم دولة إسرائيل بالإرهاب إلا بعد وجود اتفاق دولي على توصيف محدد للإرهاب، لأن المجتمع الدولي ما زال حتى الآن غير متفق على وصف دقيق للإرهاب، لذا فقد يعتبر بعض سياسات إسرائيل تدخلا في شأن الدول مخالفا لميثاق الأمم المتحدة، لكنه لا يستطيع أن يصف تلك السياسات بالإرهاب.
في مقر إقامة نتنياهو
تناقلت وسائل الإعلام صورا لسامح شكري وزير الخارجية المصري وهو يتابع نهائي أمم أوروبا “يورو 2016” بصحبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقر إقامته بالقدس المحتلة خلال زيارة شكري لدولة الاحتلال لبحث مسار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقد أصدر مكتب نتنياهو بيانا عبر فيه عن العلاقة الحميمية بين حكومته والحكومة المصرية.
كما حاول الإعلام المصري تبرير صورة تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي لشكري وهو يشارك في عزاء شيمون بيريز في دولة الاحتلال الإسرائيلي، وقد بدا وجهه حزينا متأثرا، وهو ما اعتبره الإعلام المصري التابع للمخابرات الحربية بروتوكولا سياسيا، وأن للموت هيبة أيا من كان الميت، متناسين أنه العدو.
ومنذ أيام قلائل كانت لشكري زيارة إلى دولة الاحتلال توجه بعدها إلى مقر القيادة الفلسطينية من أجل ممارسة الضغط على السلطة الفلسطينية للعودة إلى استكمال مسارات المفاوضات مع إسرائيل، خاصة وهو يرى أن وضع المقاومة في غزة قد تم إحكام السيطرة عليه، بعد تشديد الحصار على القطاع، بالتعاون بين الجانبين المصري والإسرائيلي، حيث قامت قوات الجيش في مصر بهدم الأنفاق وغمر المنطقة كلها بالمياه لقطع أي طرق إمداد يمكن أن يستفيد منها الشعب أو المقاومة في قطاع غزة.
سجل طويل من الخيانة والتبعية وخدمة دولة الاحتلال منذ أن قام شكري بأول زيارة له إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي ضمن وفد مصري رفيع المستوى، وكأنه كان يعد لهذا اليوم، بعدما ظهر ولائه لليهود على حساب قضية المسلمين والعرب “فلسطين”
اقرأ أيضًا: زيارة استخباراتية للسودان تكشف عنها إسرائيل وتتجاهلها الخرطوم