زيارة استخباراتية للسودان تكشف عنها إسرائيل وتتجاهلها الخرطوم
زيارة استخباراتية للسودان تكشف عنها إسرائيل وتتجاهلها الخرطوم
قالت وسائل إعلام تابعة لدولة الاحتلال الإسرائيلي إن وزير الاستخبارات في دولة الاحتلال الإسرائيلي إيلي كوهين قد زار دولة السودان يوم الإثنين الماضي، وجاءت الزيارة بعد أشهر من توقيع اتفاقية التطبيع بين كلا من الخرطوم وتل أبيب، بعد صفقة أعلن عنها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، بعد أن ساوم السودان على التطبيع مقابل رفع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
اللافت للنظر أن هذه الزيارة لم تكن معلنة، كما أنها الأولى من نوعها خلال الفترة الماضية بعد توقيع الاتفاقية.
في السياق ذاته أصدر مكتب وزير استخابات الاحتلال الإسرائيلي بيانا قال فيه إن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها وزير الاستخبارات بزيارة الخرطوم، كما قالت وكالة فرانس برس نقلا عن متحدث إسرائيلي أن وزير الاستخبارات الإسرائيلي التقى خلال زيارته للخرطوم وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم، وقاما بتوقيع مذكرة تعاون شامل في كل من المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية
تعليق دولة الاحتلال على الزيارة
بعد عودته من الخرطوم قال وزير استخبارات دولة الاحتلال الإسرائيلي إن مباحثاته التي أجراها مع المسؤولين في السودان تبدو مثمرة جدا، وأعرب عن سعادته باستقبال المسؤولين السودانيين له، متمنيا أن ترسى مباحثاته في الخرطوم أسس التعاون المشترك بين البلدين، وأن تدعم استقرار المنطقة بعد حالة السلام العربي الإسرائيلي التي تتنامى يوما بعد يوم.
كما قال رئيس الاستخبارات لدولة الاحتلال الإسرائيلي إن المسؤولين في الخرطوم ناقشوه في خطط ثلاث كانت كلها خططا اقتصادية، ثم تطرق الحوار بينهم عن تأمين الحدود برعاية مشتركة.
وقال كوهين إنه حمل إلى المسؤولين السودانيين هدية تمثلت في مضيّفية زيتٍ، وثمارٍ من الأرض المقدسة المحتلة، وأن المسؤولين بادلوه الهدية ببندقية من طراز إم- 16 لدى رحيله من الخرطوم.
من ناحيتها قالت وزارة الاستخبارات الإسرائيلية إن أعضاء الوفد الذين شاركوا في الزيارة قد التقوا خلال زيارتهم كلا من عبد الفتاح برهان رئيس مجلس السيادة السوداني، ووزير الدفاع ياسين إبراهيم، وأصدرت الوزارة بيانا قالت فيه إن “السلطات السودانية أطلعت الوفد الإسرائيلي على تقدمهم بشأن إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل، وتعديل قانون حبس المهاجرين السودانيين، بما في ذلك (من يسافرون) إلى إسرائيل، والذين يعودون إلى السودان”.
السودان لم تعلق
من جانبها، لم تعلق الحكومة السودانية على ما أعلنته وسائل الإعلام الإسرائيلي، وعلى البيان الذي أصدره وزير الاستخبارات الإسرائيلية، بل إن وسائل الإعلام السودانية تجاهلت خبر الزيارة تماما، وكانت حكومة السودان قد استقبلت وفدا من دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال نوفمبر الماضي، لتنسيق العلاقات بين البلدين والترتيب لتوقيع إعلان الاتفاقية ليلحق السودان بالإمارات والبحرين والمغرب في سباق التطبيع مع دولة الاحتلال، وهو الأمر الذي قابله السودانيون بمظاهرات عدة رافضة للاتفاقية.
اتفاق قريب في واشنطن
ووفقا لما أوردته وسائل إعلام عبرية وعربية، فإن دولة الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت الأربعاء الماضي أنها ستنجز بالتعاون مع حكومة السودان اتفاقا دبلوماسيا تطبيعيا بين البلدين خلال الفترة القادمة في حفل توقيع سيُعقد في العاصمة الأمريكية واشنطن برعاية البيت الأبيض، وأن الاتفاق سيجرى في غضون ثلاثة أشهر من الآن على الأكثر.
وتعليقا على هذا التصريح قالت الحكومة السودانية إن اتفاقية التطبيع لا يمكن لها أن تصبح سارية إلا بعد أن يقوم المجلس التشريعي الانتقالي بالموافقة عليها، في حين أن المجلس لم يتشكل حتى هذا التوقيت.
العداوة السودانية الإسرائيلية
في عام 1967 قامت دولة السودان باستضافة مؤتمر “اللاءات” الثلاثة المناهض للتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، عندما أقسمت جامعة الدول العربية في اجتماعها في الخرطوم، بأنه “لا سلام مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولا اعتراف بإسرائيل، ولا مفاوضات معها”.
كما خاضت دولة السودان حربا ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي عامي 1948 و 1967، وكانت من أوائل الدول الداعمين لرفض الاحتلال، لكن ومع تولي المجلس العسكري مجلس السيادة الانتقالي والذي مكنه من تسلم زمام البلاد، تغيرت ديناميكيات السياسة واتجاهاتها في السودان، حيث دعم جنرالات السودان، -المسيطرون الحقيقيون على السلطة- تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بزعم أن هذه هي الوسيلة الوحيدة لرفع العقوبات الأمريكية عن بلدهم، وفتح الباب لتدفق المساعدات الاقتصادية الخارجية إلى الخرطوم، التي هي في أمس الحاجة إليها -وفق تعبيرهم.
اقرأ أيضًا: السودان.. لا مشكلة في التطبيع لكن بشروط