رغم قضايا التحرش والفساد.. سفير إسرائيل يعود إلى عمله بالمغرب متجاهلًا الإرادة الشعبية
يعود السفير الإسرائيلي لدى المغرب ديفيد جوفرين، إلى عمله بعد أكثر من عام من استدعائه من وزارة الخارجية، على خلفية اتهامات له بارتكاب اعتداءات جنسية بنساء وقضايا فساد أثناء فترة عمله، والتي أثارت غضب شعبي حينها.
وقال السفير المؤقت، شاي كوهين: “تقرر أمس أن السفير جوفرين سيعود إلى هنا الشهر المقبل لكي يواصل مهمته”، من دون تفاصيل إضافية.
وأشاد كوهين، بالتطوّر “العميق” في علاقات البلدين على مختلف المستويات الاقتصادية والسياحية والعسكرية.
وأعرب عن أمله في أن يتوصّل البلدان قريباً إلى اتفاق للتبادل التجاري الحر.
وتلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية عام 2021، شكوى حول تحرش غوفرين بنساء مغربيات، وتحديداً في الفنادق التي كان يقيم فيها.
وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أنّ الخارجية الإسرائيلية تلقت وثيقة حول ممارسات غوفرين، وصفته بأنه “مهووس بالنساء لدرجة تدفعه للتحرش بهنّ”.
ونقلت الوثيقة عن سيدة مغربية قولها: “لا يعقل أن تعيّن إسرائيل سفراءها وممثليها الدبلوماسيين دون اختبارهم”، مشيرة إلى أن عشرات من حوادث التحرش بالنساء التي مارسها غوفرين تمت خلال إقامته في فندق لمدة عشرة أشهر.
وأعادت الخارجية الإسرائيلية، غوفرين إلى تل أبيب لاستكمال التحقيق معه، بعد أن أرسلت وفداً خاصاً إلى الرباط لفحص الشكاوى ضده.
قالت قناة “كان” العبرية حينها: “تُحقّق وزارة الخارجية في الشكاوى الواردة بشأن أعمال يُزعم أنها نُفِّذت في الممثلية الإسرائيلية في المغرب”.
وأضافت أن دبلوماسيين كبار وسياسيين إسرائيليين متورطون في القضية، لافتة إلى أن “محور التحقيق هو سلوك رئيس البعثة الإسرائيلية ديفيد غوفرين الذي كان في السابق سفيرًا لإسرائيل لدى مصر”.
وتابعت: “على خلفية تلك الادّعاءات وصل وفد كبير من وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى الرباط على عجل الأسبوع الماضي، ضمّ المفتش العام للوزارة حجاي بيهار”.
وزادت أن الوزارة تُحقق في اختفاء أو سرقة “هدية ثمينة” جاءت من الديوان الملكي المغربي خلال احتفال إسرائيل بذكرى تأسيسها، أو ما يسميه الإسرائيليون “يوم الاستقلال” ولم يتم الإبلاغ عنها.
كما يجري التحقيق في صراع داخل مكتب الاتصال بين رئيس البعثة، غوفرين، وضابط الأمن المسؤول عن أمن وسلامة البعثة.
وقالت قناة “كان”، إن “أكثر ما يزعج مسؤولي وزارة الخارجية (الإسرائيلية) هو الادّعاءات الخطيرة باستغلال نساء محليات ومضايقتهن من قبل مسؤول إسرائيلي”.
وبيّنت أنه “إذا ثبتت صحة هذه المزاعم، فقد يكون هذا حادثًا دبلوماسيًا خطيرًا في العلاقات الحساسة بين إسرائيل والمغرب”، فيما لم يصدر تعقيب فوري من السلطات المغربية بهذا الخصوص.
وبالرغم من القلق الإسرائيلي من ردة فعل المغرب والغضب الشعبي في البلاد، إلا أن السلطات المغربية لم تحرك ساكنًا، بل تم احتواء الأزمة ليعود السفير لممارسة عمله من جديد دون حساب أو عقاب.
وشارك المئات من المغاربة في تظاهرات بعد الفضيحة رفضًا لأفعال السفير الإسرائيلي، مطالبين بإسقاط اتفاقية التطبيع مع الاحتلال.
وفي ديسمبر 2020، وقع الاحتلال والمغرب اتفاقية أبراهام التطبيعية، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية.