رغم جرائمه في غزة.. تعاون أمني إماراتي مع الاحتلال
في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لعملية إبادة ممنهجة على يد آلة القتل الإسرائيلية، ما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف من سكان قطاع غزة، بينما تستمر الإمارات في تطبعها الفج مع الاحتلال، خاصة في المجال الأمني.
واستقدمت السلطات الإماراتية عناصر من جهاز الأمن الإسرائيلي “الشاباك” لتوظيفهم لدى جهاز الأمن المحلي، في خطوة قالت إنها “تكرس التمادي في الإضرار بالقضايا العربية ومصالح شعوب المنطقة”.
وقالت المصادر إن السلطات الإماراتية اتفقت مع إسرائيل على استقدام 7 من ضباط “الشاباك” إلى أبوظبي من أجل توظيفهم لدى جهاز الأمن وبأسماء إماراتية لإبعاد شبهة جنسيتهم، وفقا لما أوردته صحيفة “الخبر” الجزائرية.
وتابعت أن سلطات أبوظبي اعتمدت هذه الطريقة في توظيف عناصر الشاباك لعدم إثارة سخط الشرفاء من أصحاب البلد وأيضا الجنسيات الأخرى العاملة في الدوائر الحكومية، مع تمكينهم من صفة “مستشار” لإخفاء الطبيعة الحقيقية لعملياتهم.
وتكمن مهمة عناصر الشاباك، في التعاون مع السلطات الأمنية في الإمارات من أجل تكريس سياسة أمنية تخدم أمن إسرائيل بالدرجة الأولى، وتأسيس بؤرة لعمل استخباراتي “يزعم الصهاينة بأنه موجه لتوفير الحماية للجالية الصهيونية المقيمة هناك، والتصدي لارتدادات الزلزال الذي أحدثته معركة طوفان الأقصى”.
وأظهرت أن “عددا معتبرا من أفراد الجالية الصهيونية المقيمة في الإمارات أصبحوا يتبوأون مناصب ووظائف عليا وحساسة في شركات كبرى وإدارات الدولة، إضافة إلى استقرار عدد لافت من رواد الأعمال والتجارة وقطاع المال، إذ تعتبر الدولة الخليجية مركزا ماليا تتحكم فيه لوبيات صهيونية وتهيمن على القرار الاقتصادي والمالي والتجاري فيها دون علم من سلطات أبوظبي والإسلامية”.
واعتبرت الصحيفة أن “مثل هذا التعاون المريب يبعث على القلق، خاصة أن زوار الإمارات تحت أي مبرر أو هدف، وخاصة من الجنسيات العربية والإسلامية التي لا ترحب بمواقف أبوظبي تجاه القضايا العربية والإسلامية المركزية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، سيجدون أنفسهم محاصرين ومحل متابعة أمنية صهيونية”.
وفي سياق متصل، أكدت دراسة تحليلية أن دولة الإمارات تظهر بمثابة السند الإقليمي الأكبر لإسرائيل في حربها على قطاع غزة المتواصلة للشهر الثاني بما تضمنته من مجازر بحق الفلسطينيين.
وقالت الدراسة الصادرة عن معهد الشرق الأوسط بواشنطن” (MEI)، إن حرب إسرائيل على غزة تؤثر سلبا على علاقات تل أبيب ودول إقليمية، لكن الإمارات تبرز كسند كبير ومهم لتل أبيب.
وأشارت الدراسة إلى انتقادات حادة وجهتها كل من مصر والأردن وتركيا لحرب إسرائيل على غزة؛ مما أدى إلى توتر في العلاقات بين الاحتلال والدول الثلاث.
ونبهت الدراسة إلى أن الإمارات انطلقت من موقفها في حرب غزة من تحالفها الشامل مع إسرائيل ومعارضتها التاريخية لحركة الإخوان المسلمين والجماعات المحسوبة عليها في المنطقة، بما في ذلك حماس.
فيما يبدو أن الإمارات، التي أشارت إلى اعتبارات الاستقرار الإقليمي كدافع رئيسي لتوقيع اتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل في عام 2020، منزعجة من هجوم حماس، الذي بدد كل الآمال في استمرار اتجاهات عدم التصعيد في الشرق الأوسط على الأقل في المدى القصير والمتوسط.
وكانت الإمارات الدولة العربية الوحيدة التي تعاملت علنًا مع إسرائيل بعد 7 أكتوبر وفي أعقاب إدانة هجوم حماس الصادرة عن وزارة الخارجية الإماراتية (وهو عمل فريد من نوعه من جانب الإمارات مقارنة بردود الفعل العربية الأخرى)، قال الرئيس الإماراتي محمد بن زايد إنه هاتف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.