رغم الرفض الشعبي.. البحرين تسعى لإدراج اتفاقية التطبيع في المناهج الدراسية
تسعى السلطات البحرينية إلى تغيير مناهج التعليم وإدراج اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال فيها، لغسيل عقول الشباب، وهو ما دعا منظمات ومؤسسات بحرينية إلى التحذير من الخطوة التي تقدم عليها السلطات.
وقالت الجمعيات البحرينية في بيانٍ لها، إنها تابعت بقلق التصريح الصادر عن “سعادة وزير التربية والتعليم” حول رغبة الوزارة في إجراء تغيير في المناهج التعليمية، ومراجعة شاملة للمقررات والمواد الدراسية في جميع المراحل التعليمية.
وأضافت في بيانها: “في الوقت الذي تؤكد فيه الجمعيات السياسية على أهمية التطوير والمراجعة المطلوبة في الجوانب العلمية بحيث تواكب مناهجنا التعليمية للتطورات العالمية الحديثة ووسائل تطوير المهارات ورفع القدرات لتحسين مخرجات التعليم، تحذر الجمعيات السياسية من المساس بالثوابت الوطنية والقومية والدينية الخاصة بالمجتمع البحريني من خلال إدخال تعديلات في المواد والمناهج التعليمية أو محاولة لنشر أفكار التطبيع تحت غطاء ما يسمى بالديانة الإبراهيمية وتسميم عقول أبنائنا بمثل هذه الأفكار التي يرفضها المجتمع البحريني العربي المسلم”.
وعبّرت عن قلقها من تسلل مثل هذه الأجندات التي تسعى إلى تعميق التطبيع مع الكيان الصهيوني ضمن التعديلات التي ستتم خصوصاً، مشيرةً إلى أن تصريح سعادة وزير التربية تضمن ما يفيد بأن عمليات المراجعة التي تباشرها فرق العمل بالوزارة ستشمل استبدال مقررات كاملة بأخرى، مما قد يتسبب في تقليل جرعات الاهتمام بالقضية الفلسطينية في مقابل إقحام لأجندات التطبيع.
ومنذ التوقيع على اتفاقية التطبيع، سعت البحرين لسياسة التجهيل التدريجي بالقضية الفلسطينية في المناهج الدراسية، من خلال حذف كل ما يتعلق بالمقاومة،وتفسير هذا المصطلح على أنه إرهاب.
بالإضافة لإلغاء الكثير من النقاط المتعلقة بفلسطين وتغييرها أو تغييبها من الكتب.
وفي يناير 2022، بحثت الأمينة العامة لمجلس التعليم العالي نائبة رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي في البحرين، رنا بنت عيسى آل خليفة، مع سفير دولة الاحتلال لدى المنامة، آيتان نائي، المجالات ذات الاهتمام المشترك بين الطرفين في قطاع التعليم.
وناقش الجانبان،”فرص تبادل الخبرات وتعزيز التعاون الثنائي في هذا القطاع الحيوي لدفع مسيرة التنمية والتقدم، بين البحرين وإسرائيل”.
وفي يوليو 2022، كشف مصدر بحريني عن لقاء سري عقد بين وزير التربية والتعليم البحريني والقائم بأعمال السفير الإسرائيلي بالمملكة لإجراء تغييرات وصفها بالخطيرة بمناهج التدريس البحرينية.
وكشف المصدر أن اللقاء الذي عقد تضمن الترويج لاتفاق التطبيع مع إسرائيل من بوابة الغزو التعليمي والثقافي.
وانبثق عن اللقاء بين الوزير ماجد بن علي النعيمي والقائم بأعمال السفير في البحرين، إيتاي تاغنر، الاتفاق على تشكيل لجنة مصغرة من مشرفين وتربويين لإدخال التعديلات المطلوبة.
والتي ستكون بشكل تدريجي للمرحلتين الابتدائية المتأخرة والإعدادية، والتي ستركز على أن اليهود في البحرين هم مواطنون لهم كامل الحقوق والامتيازات ويتواجدون فيها منذ عقود.
ووقعت البحرين رفقة الإمارات اتفاقية أبراهام التطبيعية مع الاحتلال في سبتمبر 2020، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، بالرغم من معارضة غالبية الشعب للعملية.