رغم اشتعال الأجواء في القدس… الإعلان عن تدشين صحيفة إسرائيلية بقيادة خليجية

أعلن الصحفي الإماراتي محمود العوضي عن توليه رئاسة تحرير منصة إعلامية عربية -عبرية من إسرائيل من المقرر أن يتم تدشينها السبت 08 مايو/أيار الجاري، ليكون بذلك أول خليجي يرأس وسيلة إعلام إسرائيلية.
وفي تغريدة نشرها الخميس الماضي على حسابه الشخصي على “تويتر”، كتب العوضي – المدير الإقليمي للصحيفة الإليكترونية “إيلاف في الخليج” – “خطوة جديدة وبداية تجربة مختلفة بالنسبة لي بعد أن أصبحت أول رئيس تحرير لمنصة إعلامية عربية إسرائيلية تصدر من إسرائيل وسوف أنشر المزيد من التفاصيل وأكشف عن هوية هذه المنصة خلال ساعات”.
في تصريحاته حول هذه المنصة، قال العوضي لموقع “إرم” إن المنصة الجديدة ستدشن رسميا بعد يومين، وإن فريق العمل مكون من صحفيين عرب وإسرائيليين، وستكون في البداية باللغتين العربية والعبرية على أن تتبعهما نسخة إنجليزية لاحقا”، مشدداً على أن المنصة “غير معنية بالسياسة وستركز على مجالات الفن والرياضة والاقتصاد والسياحة والطب والجامعات، لافتا إلى أن رجال أعمال إسرائيليين يقفون خلف تمويل المنصة ويهدفون من خلالها لفتح قناة تواصل مع العالم العربي”.
من خلال تصريحات العوضي نستشف أنه لن يتحدث من قريب أو من بعيد عن أي شيء يمكن أن يظهر الوجه القبيح للكيان المحتل ما يضع أسياده الخونة المطبعين حرج دائم ومستمر، فالسياسة الذي ذكر العوضي أن المنصة ستتجنب الحديث مقصود بها “القضية الفلسطينية” وانتهاكات “الكيان المحتل” قولاً واحداً، وهي أمور لو تُرك العنان لنشرها ستتوالى فضائح الصهاينة وعملائهم بلا توقف.
لن نتحدث عن خسة التطبيع من الأساس، ولا عن مدى تغلغل الخيانة في عروق المرحبين بالعلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل، لكن انعدام المروءة الذي يصر هؤلاء الشرذمة على التأكيد عليه باستمرار هو ما يستوجب وقفة حاسمة للتذكير الدائم بحقارة المطبعين وخنوعهم للمحتل الغاصب.
تزامن الإعلان عن هذه المنصة “اللقيطة” مع انتهاء المدة الزمنية التي حددتها محكمة الاحتلال العليا لأهالي وعائلات حي الشيخ جراح الفلسطيني للوصول إلى اتفاق مع الصهاينة المستوطنين لبحث كيفية إخلاء الفلسطينيين منازلهم، قبل أن تمد المحكمة المهلة حتى الاثنين القادم، ثم تبع هذا القرار اقتحامات من المستوطنين وعنف همجي من جنود الاحتلال ضد سكان المدينة وضد المصلين في المسجد الأقصى الشريف الذي تم اقتحامه دون أي احترام لحرمته يوم الجمعة المباركة.
قضية الشيخ جراح كانت كفيلة بأن يعيد كل المطبعين تفكيرهم في مسألة تطبيع العلاقات وشرعنتها مع الاحتلال إن كان هدفهم هو نشر السلام حقاً، فالأزمة أكبر دليل أن هذا المحتل الغاصب لا يرجو سلاماً ولن يسمح بالسلام، بل ويسعى بكل أدواته لإشعال نيران الحرب كلما أخمدتها مفاوضات السلام ونقاشات الذل التي يتولاها هؤلاء الخانعين المطبعين.
مما يجدر بالإشارة إليه أن منصة “العوضي” ليست الأولى من نوعها فيما يتعلق بالتعاون الإعلامي بين الإمارات وإسرائيل، إذ سبق ووقعت وكالة أنباء الإمارات “وام” اتفاقية تعاون مع وكالة “TPS” الإسرائيلية أبريل/نيسان الماضي بهدف تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين على صعيد تبادل المحتوى الإخباري وإبراز أوجه التطور في التعاون الثنائي بين الجانبين.