دعوات لإسقاط التطبيع في المغرب
تستمر الشخصيات السياسية في المغرب بالمطالبة بإلغاء اتفاقية التطبيع مع الاحتلال، بالتزامن مع زخم شعبي وتظاهرات شعبية دعما لفلسطين والمقاومة في غزة.
جدد عبد الرحيم الشيخي، الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح والقيادي في مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين مطالبة الدولة المغربية بالتراجع عن علاقاتها مع إسرائيل، في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على فلسطين ولبنان.
وقال الشيخي في حديثه إلى “صوت المغرب” اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024 على هامش “مسيرة الرباط الكبرى” التي جمعت مختلف المكونات السياسية لدعم المقاومة في الذكرى الأولى لاندلاع معركة “طوفان الأقصى” إن إسرائيل لم تحقق أهدافها المعلنة، في سنة من المعركة التي بدأت في غزة وانتقلت الآن إلى لبنان.
وأوضح الشيخي، أن مسيرة اليوم، رفعت شعار “طوفان الأقصى حتى تحرير فلسطين وإسقاط التطبيع”، معتبرا أن التطبيع مع إسرائيل “خطأ فادح” ومطالبة الدولة المغربية بالتراجع عنه لأنه لا يكبد الشعوب إلا الخسائر.
وشدد الشيخي على أن مسيرة اليوم هي مسيرة للوفاء للشهداء والمقاومة، سواء المقاومة في فلسطين ولبنان، مؤكدا على أن الجهود في المغرب، من طرف مختلف الفاعلين، ستتواصل في هذا الاتجاه.
وفي سياق متصل، دعا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي المعارض عبد الإله بنكيران أمس السبت إلى إعادة النظر في اتفاق التطبيع بين بلاده وإسرائيل، معتبرا أنه “لم يعد له مبرر أخلاقي”.
جاء ذلك في كلمة مصورة خلال اجتماع الأمانة العامة لحزبه بالعاصمة الرباط بثتها الصفحة الرسمية للحزب على موقع فيسبوك.
وقال بنكيران -الذي شغل سابقا منصب رئيس الحكومة- إن “الاتفاقات التي تجمع دولتنا بما تسمى إسرائيل لم يعد لها مبرر معقول أو منطقي أو أخلاقي”.
وأضاف “لا بد أن يعاد النظر في اتفاقات التطبيع بين المغرب وما تسمى إسرائيل”.
وبشأن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، قال بنكيران “حتى وإن كان الناس ساكتين فإنهم يشعرون بأن هذه الرصاصات اخترقت أجسادهم وأنها قتلت إخوانهم”.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 137 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- ونحو 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وبخصوص التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد لبنان، قال بنكيران “نتقدم لإخواننا في لبنان بتعازينا، ونترحم على موتاهم، والمقاومة هناك لا تزال صامدة وثابتة”.
وتابع “الحرب يوم لنا ويوم علينا، وفي جميع الأحوال وفي النهاية فإن الأمة التي يطلب أبناؤها الشهادة ستنتصر”.
يذكر أن المغرب وإسرائيل وقعا اتفاق تطبيع العلاقات بينهما في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، وجرى التطبيع في ظل حكومة يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي.
وكان المغرب رابع دولة عربية تطبّع علاقاتها مع إسرائيل في 2020 بعد البحرين والإمارات والسودان.
وقبل هذه الدول الأربع طبّعت مصر العلاقات مع إسرائيل في عام 1979 وتلاها الأردن عام 1994.