خلف الحبتور.. صهيوني في ثوب إماراتي
خلف الحبتور.. صهيوني في ثوب إماراتي
خلف بن أحمد الحبتور.. ملياردير يبلغ من العمر 71 عاماً.. وفقاً لأوراق هويته الرسمية هو إماراتي من دبي، أي عربي أباً عن جد، ولكن، كل ما فيه يؤكد أن هويته الأصلية مرتبطة بذلك الكيان المزيف، الذي فرض نفسه على البشرية بسياسة الأمر الواقع، الكيان الصهيوني الغاصب، ليصبح الحبتور وحديثه وفكره وتوجهاته وخطاباته وأعماله تدل أنه إسرائيلي، حتى أكثر من الإسرائيليين أنفسهم.
وكيف لا، وهو الذي لم يجد غضاضة في أن يدعو صراحة لتطبيع العلاقات مع الكيان المحتل قبل أن يتجرأ المستبدين في بلاده بالإعلان عن ذلك، وهو الذي لم يفوت مناسبة دولية ومحلية وحتى خاصة إلا وتحدث عن ضرورة مد يد السلام لإسرائيل، حتى وإن رفضت هي، معللاً ذلك بأن مستقبل الأمة واستقرارها مرهون بالرضا الإسرائيلي وشرعنة العلاقات مع أبناء صهيون.
وجهان لعملة قذرة
لطالما وجد الباحث في سيرة الحبتور النتنة الكثير من التناقضات والتصريحات المتضاربة فيما يتعلق بموقفه من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني المنكوب، وبين مواقفه من دولة الاحتلال نفسها، التي يرى أنها متقدمة ومتطورة، يجب الاستفادة منها وتعميق العلاقات معها، كونها -على حد وصفه- منقذ الأمة من مخاطر عدة، أمنية واقتصادية وسياسية.
ظاهرياً، يمكن القول بأن الحبتور صاحب مواقف متناقضة، لكن الواقع، هو وجهان لعملة قذرة، مع التدقيق في المعاني الخفية لمواقفه وتصريحاته، نجد أنها جميعها تهدف إلى خدمة مصالح الاحتلال، والتمهيد كي يتوغل أكثر في الوطن، ليطغى على كل ركن فيه، فمن جهة نجده يقدم المساعدات بمختلف أنواعها للفلسطينيين مندداً بالانتهاكات التي يتعرضون لها، ومن جهة أخرى، يطالبهم بالتنازل عن فكرة إقامة دولة مستقلة وتقبل إسرائيل الأمر الواقع، لأن الأفضل والأصلح لهم وللأمة -كما يرى- أن تبقى إسرائيل، كي نبقى نحن، في سلام وأمان واستقرار.
معول بناء باليد اليمنى… معول هدم باليد اليسرى
بأبسط العبارات.. خلف الحبتور هو معول بناء باليد اليمنى، ومعول هدم باليد اليسرى، لم ينكر أن الفلسطينيين شعب منكوب، مظلوم ربما، يعاني من أزمات كثيرة، ونكبات أكثر، يساعدهم بالأموال والتبرعات ويحاول أن يبدي تضامن إنساني معهم، لكنه في المقابل، لا يتردد في التأكيد -دائماً- على أحقية الإسرائيليين بالاندماج معنا في مجتمعاتنا العربية، والمشاركة في فعالياتنا وأنشطتنا الاجتماعية والرياضية، وضرورة تقبلهم والبحث عن سبل للتعايش معهم، لأنه، وفقاً لرأيه، ليست هناك أي فرصة للفلسطينيين اللاجئين أن يعودوا مرة أخرى إلى ديارهم التي هجروا منها منذ 1948، لذلك، فلنرحب بإسرائيل ولندعم إسرائيل ولنصبح فداء لإسرائيل، ونبيت عوناً لإسرائيل.
الحق في نظر الحبتور، أن من يسكن أرضاً من حقه أن يحيا عليها، طالما أنه صهيونياً، طالما أنه نجح في اغتصابها، ولا عزاء للفلسطينيين.
والسلام في نظر الحبتور هو ألا نعادي إسرائيل، حتى لو كانت إسرائيل هي المعنى الحرفي لكلمة عدو، وممارساتها هي الترجمة الحرفية لمعنى الحرب، أما مساعدة أصحاب الحقوق المهدرة على استردادها، واسترجاع الأراضي المغتصبة هو مضيعة للوقت والجهد، ووأد لمعنى السلام!
واستقرار الأمة العربية في نظر الحبتور أن يستقر اقتصادها بالتعاون مع الصهاينة، كي تزدهر وتتقدم وتصبح في مطاف الأمم المتقدمة، يقول هذا وهو مقتنع بوهم أن الكيان المحتل سيسمح لنا بأن نخطو خطوة واحدة نحو الأمام، ومؤمن بأن برودة الحروب التي تتكبد خسائرها الشعوب المكلومة لن تزول إلا بدفء توطيد العلاقات مع بني صهيون، أو بعبارة أوضح، مع رأس الأفعى، اُس خراب ودمار وطننا العربي، إسرائيل.
تصريحات الحبتور كلها توحي أنه لا يرى أمن وأمان واستقرار وسلام إلا بوصل الود مع بني صهيون، ببساطة، هو يريدنا أن نحيا أحراراً في سجون الاحتلال… هل تعد هذه حرية؟ هل هذا هو السلام المنشود؟ هل هذه ما يسعى لأن نحياه … حياة أم قبر سماؤه واسعة؟
اقرأ أيضًا: مغني إماراتي مغمور.. يطبع مع الاحتلال الإسرائيلي أملاً في الشهرة