خطوات التطبيع بين السعودية وإسرائيل حاضرة رغم الإبادة الجماعية في غزة

تستمر مساعي التطبيع السعودية مع إسرائيل، وذلك بالرغم من حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف ونزوح أكثر من 1.8 مليون مواطن.
كشف موقع “أكسيوس” الأمريكي أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر يطير إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، لإجراء مباحثات حول حرب غزة وخطط “اليوم التالي” لانتهاء القتال، وذلك مع مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان ومسؤولين كبار آخرين في إدارة بايدن.
وأوضح الموقع أن المناقشات المرتقبة ستركز على استراتيجية ما بعد الحرب، من وجهة نظر واشنطن، والمتعلقة في الأساس في تنشيط التطبيع بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي، وهو الملف المرتبط في الأساس بتهدئة الأوضاع في غزة والعمل لإقامة دولة فلسطينية.
ويشير التقرير، إلى أن زيارة ديرمر ومباحثاته في واشنطن تعد شديدة الأهمية، نظرا لكونه أقرب المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأكثرهم ثقة، حيث يتمتع برؤية أساسية حول تفكير نتنياهو.
وقبل هجمات “حماس” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كان ديرمر المسؤول الإسرائيلي الأبرز والممثل لتل أبيب في المناقشات الحساسة حول صفقة التطبيع مع السعودية، والتي تمت برعاية الإدارة الأمريكية.
وتأمل إدارة بايدن في استخدام اتفاق تطبيع تاريخي محتمل بين إسرائيل والسعودية كوسيلة ضغط لإقناع إسرائيل بالانضمام إلى خطتها لغزة بعد الحرب، كما يقول التقرير.
ويضيف الموقع أنه بموجب الاستراتيجية الأمريكية، سيتعين على نتنياهو في نهاية المطاف أن يقرر نوع الضربة السياسية، إن وجدت، التي سيتلقاها محليًا من أجل الحصول على صفقة تطبيع تاريخية.
ولا يزال نتنياهو يعارض إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، وتضم حكومته قوميين متطرفين يعارضون حتى المبادرات الصغيرة تجاه الفلسطينيين.
ويعترف المسؤولون الأمريكيون بأنه من المستبعد للغاية أن يتفقوا على مسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقبلية.
وفي سياق متصل، أكد إسحق هرتسوغ رئيس دولة الاحتلال، أن تل أبيب تعتبر أن التطبيع مع السعودية مفتاح مهم للتحول إلى المرحلة الجديدة من الحرب في غزة وإنهائها، مشيرا إلى أن “إسرائيل بحاجة إلى قوى إقليمية ودولية قوية تعمل على إعادة إعمار غزة بما يتوافق مع أمن تل أبيب”.
وتابع في كلمته بمنتدى “دافوس” بسويسرا، أن “الاحتلال تواجه معركة معقدة للغاية مع إمبراطورية الشر التي تنطلق من إيران”.
وقال هرتسوغ: “لا نتهرب من المأساة الإنسانية في غزة، ولكن على إسرائيل أن تدافع عن نفسها من الإرهاب”، مضيفاً: “فقدنا ثقتنا بعمليات السلام”، حسب زعمه.
وتابع: “نحن بحاجة إلى قوى إقليمية ودولية قوية تعمل على إعادة إعمار غزة بما يتوافق مع أمن إسرائيل”.
يشار إلى أن حديث هرتسوغ يأتي بعد يومين من حديث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، عن استعداد بلاده للاعتراف بإسرائيل، “إذا تم حل القضية الفلسطينية وإقامة دولة للفلسطينيين، و”كخطوة أولى وقف إطلاق النار في غزة”.
يذكر أن شبكة “سي بي إس” الأمريكية نقلت عن مسؤولين بالبيت الأبيض قولهم إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض عرضا سعوديا لتطبيع العلاقات حمله إليه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ونقلت الشبكة عن 3 مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى أن ولي العهد السعودي عرض تطبيع العلاقات مع إسرائيل كجزء من اتفاقية إعادة إعمار غزة، وذلك خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الأخيرة إلى المنطقة، لكن فقط إذا وافقت إسرائيل على توفير طريق للفلسطينيين لإقامة دولتهم”.