خدعوك فقالوا: إسرائيل تصون الأطفال وحماس إرهابية تهدد الأقصى!

رغم صراخ الأطفال ودمائهم التي خضبت شوارع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي الغاشم، ورغم حرمة الأقصى التي دُنست، والبيوت التي هُدمت، والصورة التي لم ولن تكذب أبداً، لم يقتنع اللاعب الإماراتي حمد الحوسني سوى بشيء واحد: حماس المسؤولة عن كل الفوضى الحاصلة في فلسطين، بينما إسرائيل ملاك حارس، وربما ضحية!

“حركة حماس الإرهابية تعمل على نشر الفوضى والإرهاب ولا علاقة لها بالدفاع عن الأقصى”، هكذا غرد الحوسني متحدثاً عن حماس بعد أن وصفها بأنها “الذراع السيسي لإيران”، حيث ألقى اللوم على حماس وحملها مسؤولية كل الجرائم التي تحدث، والتي يرى أنها مجرد فوضى، وليست انتهاكات، وليست فظاعات، وليست حرباً دامية تصر إسرائيل على خوضها ضد العرب والمسلمين في موطنهم فلسطين الأبية، والقدس الشريف، وغزة الصمود والعزة.

على الصعيد العربي المتصهين، جاءت التعليقات استفزازية لأقصى حد، إذ لم يكن الحوسني هو الوحيد بكل أسف، جاءت رسالة مصورة من شخص يتحدث بالعربية يسمي نفسه “علي البصري” من العراق، وهو يعلن تضامنه الكامل مع إسرائيل في حربها ضد “إرهاب” حماس، ومؤكداً أنه يستحيل أن تضر إسرائيل الشعب الفلسطيني.

الأكثر دناءة وحقارة، المحاولات الخسيسة التي قام بها المدعو أمجد طه، الباحث البريطاني من أصول خليجية، إذ اتبع سياسة “الصيد في الماء العكر” في محاولة لإحباط انتفاضة الشعوب العربية تضامناً مع فلسطين، إذ بدأ يتحدث عن موقف الفلسطينيين من غزو الكويت ووقوفهم إلى جانب صدام حسين، كما زعم أن الفلسطينيين احتفلوا باغتيال السادات، وادعى دعمهم للحوثي وحزنهم على قاسم سليماني، إلخ، لكن الشعوب العربية تمسكت بموقفها المشرف الذي جميع المطبعين وصدمهم بأن لا زال القلب العرب ينبض بالعروبة ولا زالت الدماء التي تسري في عروقهم واحدة.

الإعلام الغربي نفسه لم يشن هجوماً على “صواريخ” حماس بالحدة التي اتسمت بها آراء هؤلاء المتصهينين، بل تعامل بنوع من الحيادية والمنطق مع الأمر، إذ رأوا أن تلك الصواريخ والقذائف كانت رد فعل على سلسلة من الانتهاكات المتتالية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيونية والمستوطنين اليهود ضد المواطنين الفلسطينيين في بيت المقدس، والمحاولات الدامية لاقتحام المسجد الأقصى المبارك والتي صاحبت محاولات استيلاء المستوطنين على منازل عائلات حي الشيخ جراح الفلسطينية وطردهم منها بالقوة.

في المقابل، وصف الإعلام الغربي الرد الإسرائيلي على صواريخ حماس واستهداف المدنيين في غزة بصورة مباشرة بأنه عنف أكثر من اللازم، وأكبر من الفعل الأساسي: الصواريخ.

هذه الآراء النشاز اتفقت مع وجهة نظر إسرائيل، إذ نشرت الأخيرة كاريكاتير مثير للسخرية والاستفزاز معاً، تصور فيه حركة حماس وهي تستخدم الأطفال الرضع كدرع بشري تقوم بتصديره في “معاركها”، بينما ظهر جنود الجيش المحتل وهم يحمون أطفالهم وراء ظهورهم ويوجهون مدافعهم تجاه حماس، أو بالأحرى تجاه “أطفال غزة”، مؤكدين أن الأطفال تدفع ثمن ما تفعله حماس، ليس ثمن عدوانهم الدموي الغاشم.

هؤلاء العرب المتصهينون هم سبب الفوضى الحقيقية، والداعم الرئيسي لاستمرار الإرهاب، إرهاب الكيان الصهيوني المحتل الذي كان يحتفل بذكرى إعلان دولته المحتلة الغاصبة في 14 مايو/أيار، والذي يرى هؤلاء المتصهينين أنه انجاز يجب الاحتفاء به، وأنه كيان يجب التعاون معه، وأنها دولة لها كل الحق في الدفاع عن نفسها ضد “محور الشر”!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى