حمد بن خليفة: صاحب البيتار لم يلق إلا جزاء سنمار
حمد بن خليفة: صاحب البيتار لم يلق إلا جزاء سنمار
بالأمس القريب، هرول رجل الأعمال الإماراتي، الأمير حمد بن خليفة آل نهيان لاستثمار أمواله مع الصهاينة في أعقاب صفقة العار والخيانة التي أبرمتها عائلته مع الكيان المحتل، كاسراً لحدود كثيرة بُنيت لأعوام وأعوام بين العرب والصهاينة، لبناتها الدم، وعمادها القهر، حيث قرر وبلا أدنى حكمة أن يشتري نصف أسهم نادي “بيتار القدس“، رمز العنصرية والعصبية في إسرائيل.
بالأمس الأقرب، تلقى عضو العائلة المالكة الإماراتية الإماراتي صفعة قوية من حلفائه الجدد، لو كان ذا كرامة لمات كمداً من هولها، إذ قرر اتحاد كرة القدم الإسرائيلي تجميد الصفقة بقرار مفاجئ رغم القرابين التي قدمها سليل آل نهيان من عروبته وكرامته وتدليسه لحقائق التاريخ باعترافه أن القدس عاصمة إسرائيل.
بعد التطبيع مباشرة، سعى الأمير الإماراتي للاستحواذ على نصف النادي الإسرائيلي، وشرائها من مالكه الصهيوني “موشيه هوغيغ” في اتفاقية شراكة بلغت قيمتها 92 مليون دولار أمريكي، مؤكداً أن اختياره لهذا النادي بالتحديد جاء بعد دراسة لتاريخه الرياضي، ولموقعه الاستراتيجي في مدينة الجمال والسلام – القدس- التي قال عنها إنها عاصمة إسرائيل، في تصريح وصفته الصحف الإسرائيلية نفسها أنه “مثير للجدل”.
إثارة الجدل كانت سمة أساسية في صفقة “الخزي” هذه، إذ قوبلت الشراكة بهجوم قوي وشديد، ليس من قبل صفوف الشعوب العربية التي لم توافق على التطبيع قط، لكن من صفوف جماهير النادي “الاستراتيجي” الذين بعنصريتهم جعلوه عنواناً لكراهية العرب والمسلمين، بل منحوه لقب “أكبر نادي عنصري في العالم”.
جماهير “بيتار القدس”، رفضوا هذه الصفقة وبشدة، رفعوا اللافتات المسيئة للمالك الجديد وعائلته، وهتفوا بعبارات معادية للعرب والمسلمين بل وللنبي محمد نفسه، خرجوا في تجمعات مناهضة لتوقيع الاتفاقية التي وصفوها بأنها ستدنس النادي وستفقده طهارته، فهم يرون أن كل ما هو عربي: نَجَس، ويتفاخرون أنهم النادي الوحيد الذي لم يضم في صفوفه لاعبون عرب قبل الآن، فكيف يملك زمام المؤسسة شخص عربي! حتى لو كان من البلاد التي يقول ولاة الأمر فيها أن الصهاينة أصدقاء وليسوا أعداء.
أبناء العم الودودين، كما يصفهم المطبعون، هددوا بمقاطعة النادي وربما إحراقه كما فعلوا سابقاً بعد التعاقد مع لاعب مسلم من الشيشان إذا لم يتم التراجع عن هذه الصفقة التي تم توقيعها بالفعل في 07 ديسمبر/كانون الأول 2020، ومع الضغوطات المتواصلة التي لم تهدأ لحظة، قرر اتحاد الكرة الإسرائيلي تجميد الصفقة لشكوكهم حول مصدر أموال الشيخ، حيث نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الاتحاد أن “شبهات تحوم حول مصدر أموال الشيخ الإماراتي، وهو ما أثار ريبة لدي الاتحاد”، مضيفين أن حكاية بيع نصف أسهم النادي للشيخ الإماراتي، تجمدت لأجل غير مسمى، حين بلغت محطتها الحاسمة وهي مصادقة اتحاد كرة القدم الإسرائيلي عليها”.
حمد بن خليفة آل نهيان، قرر بعد إعلان حكامه تطبيع العلاقات مع إسرائيل، الفرار من حضن الوطن العربي الكبير، والارتماء، مثل حكامه الخونة المطبعون، في أحضان الصهاينة، ظناً منهم أنهم بذلك اشتروا الأمن والسلام الدافئ معاً، والحقيقة أن هذه الحرارة التي وجدوها في حضن الحلفاء الجدد لم تكن إلا ناراً ستحرقهم واحداً تلو الآخر.
لم تشفع للشيخ الإماراتي أمواله لشراء حب قلوب أُشربت الكراهية ضد كل ما هو عربي منذ نشأتها، لم تشفع له “نواياه” في الخير والسلام، حين فرط في العروبة، فرطت فيه العزة، مد إليهم يده بالسلام فقطعوها، تحدث إليهم بالود فبصقوا في وجهه بعبارات الذل والخزي والإهانة، كان يجب لابن خليفة أن يعي جيداً أن من يحني جبهته للعدو، لن يصبح مكانها الوحيد إلا تحت النعال.
اقرأ أكثر: الجامعة العربية .. أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ