حفتر في تل أبيب..ما هدف خليفة حفتر ونجله من اقامة العلاقات مع الاحتلال؟

وصلت طائرة خاصة للواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، إلى مطار بن غوريون بتل أبيب، وأظهرت بيانات من مواقع تتبع حركة الطيران بالعالم، أن الطائرة حطّت في بلدين عربيين قبل ذهابها الأراضي المحتلة. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية “مكان”، نقلاً عن مراقبين لحركة الطيران، أن طائرة حفتر ظلّت قرابة ساعتين في مطار بن غوريون.
الطائرة الخاصة التي يمتلكها حفتر والتي تنقل بها مراراً في رحلاته، تحمل على ذيلها رقم P4-RMA، وهي من نوع (DASSAULT Falcon 900)، وتُشير بياناتها إلى أنها مُسجلة في هولندا. وقبل هذه الرحلة إلى “إسرائيل”، كانت طائرة حفتر موجودة في مصر، مساء الأربعاء 12 يناير 2022، وغادرت في نفس المساء إلى العاصمة الأردنية عمّان، ومن ثم عادت إلى مدينة الإسكندرية بمصر، بحسب ما أظهرته بيانات موقع “adsbexchange”.
في يوم الخميس 13 يناير كانت طائرة حفتر قد وصلت إلى قبرص، وتُظهر البيانات أن طائرة حفتر وخلال اتجاهها إلى قبرص، أطفأت أجهزة التعقب في جزء من الرحلة؛ لأنها ظهرت على مواقع تتبع الرحلات الجوية، في منطقة تبعد عن المطار القبرصي نحو ساعة و45 دقيقة. وحوالي الساعة 3 عصراً من يوم الخميس (بتوقيت غرينتش)، انطلقت طائرة حفتر في رحلة استغرقت نحو ساعة وحطّت في مطار بن غوريون.
وظلّت طائرة حفتر في مطار بن غوريون قرابة ساعة ونصف، وبحلول مساء الخميس عادت الطائرة من “إسرائيل” إلى مطار قبرص.كانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، قد ذكرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن صدام نجل حفتر، أجرى زيارة سرية خاطفة إلى تل أبيب ناقلاً رسالة من والده تهدف لإقامة علاقات دبلوماسية مستقبلية بين “إسرائيل” وليبيا.
الصحيفة قالت آنذاك إن حفتر طلب في الرسالة “تقديم مساعدة عسكرية سياسية من “إسرائيل”، مقابل إقامة العلاقات الدبلوماسية”. وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، إن دولة خامسة متوقع أن تنضم إلى “الاتفاقيات الإبراهيمية” وقطار التطبيع، وإن هذه الدولة هي لبيبا، حيث سيتحقق التطبيع بحال فاز الجنرال المتقاعد خليفة حفتر بالانتخابات الرئاسية الليبية.
ويأتي ذلك، بعد كشف النقاب عن هبوط طائرة في مطار بن غوريون في اللد، قبل عدة أيام، حيث كان على متن الطائرة صدام حفتر نجل الجنرال المتقاعد حفتر الذي ينافس على الانتخابات الرئاسية الليبية، التي من المتوقع أن تجري في 24 كانون الأول/ديسمبر المقبل. ونقلت الصحيفة عن مقربين من الجنرال حفتر قولهم إن “حفتر سيعمل على تطبيع العلاقات مع “إسرائيل” بحال فاز وانتخب رئيسا لليبيا”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر ليبية قولها إن “حفتر تحدث في أكثر من مناسبة عن رغبته بتطبيع العلاقات بين ليبيا و”إسرائيل”، كما أنه صرح أنه “سيعمل على تحقيق ذلك في حال فاز بالانتخابات الرئاسية الليبية”. وأفادت صحيفة “التايمز” في تقرير لها بأن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، الذي يسيطر على الشرق الليبي، يستخدم ورقة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، مقابل حصوله على الدعم في الانتخابات المقبلة.
وأوضحت الصحيفة أن “شائعات تأكدت حول المحادثات بين حفتر وبين الإسرائيليين، عندما هبطت طائرة خاصة تحمل ابنه صدام، الذي شوهد وهو ينزل من طائرة في مطار بن غوريون، قادمة من دبي”. وذكرت الصحافة الإسرائيلية أن “صدام حفتر عرض ولأول مرة الاعتراف بـ”إسرائيل” لو وفرت لوالده الدعم العسكري والدبلوماسي للوصول إلى السلطة”. وأوضحت الصحيفة أن ذلك سيكون هذا بمثابة تغيير جذري مدهش لليبيا، إذ يعد حفتر (78 عاما) واحدا من الضباط الشباب الذين دعموا معمر القذافي في انقلابه ضد الملكية في عام 1969، قبل أن ينشق عنه ويذهب إلى الولايات المتحدة في الثمانينيات من القرن الماضي حتى الثورة التي أطاحت به في 2011.