حاخام يهودي في صحيفة سعودية.. كيف يحاول الاحتلال التغلغل في الإعلام العربي ونشر أفكاره؟

 

تحتل الدعاية الإعلامية لأي حزب أو كيان سياسي مكانة لا تقل أهمية عن الجهوزية الحربية، فهي بيانات ورسائل دبلوماسية مختارة ومُنمَّقة بعناية لتحقيق تغيير ناعم تعجز الحروب العسكرية عن تحقيقها، وتعمل على تشكيك الجبهة الداخلية للعدو وزعزعة ثقتهم بقيادتهم وزرع الشكوك في قدرتهم على تحقيق النصر، وهي ما يمكن وصفها بعمليات برمجة لعقول جماهير الخصم، وذكرت مصادر إعلامية، أن صحيفة “عرب نيوز” السعودية الناطقة بالانجليزية، عيّنت الحاخام اليهودي مارك شناير، بصفة كاتب مقال منتظم، وهذه المرة الأولى التي يكتب فيها حاخام يهودي في صحيفة سعودية بشكلٍ منتظم.

وبحسب موقع “عربي بوست”، فإن وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، التقى بالعاصمة الرياض، رئيس مؤسسة “التفاهم العرقي”، الحاخام الأمريكي مارك شناير، مطلع عام 2021، وجرى خلال اللقاء “استعراض جهود تحقيق التعايش بين أصحاب الديانات والثقافات المتعددة”، فيما أكد الجبير “دعم المملكة لكافة الجهود المبذولة لتحقيق مقاصد الأمن والسلم والتعايش المشترك”، بحسب المصدر ذاته.

ومؤسسة “التفاهم العرقي” (FFEU)، تأسست عام 1989 ومقرها نيويورك، وتعمل على تحسين العلاقات بين المسلمين واليهود، ويرتبط “شناير”، المتزوج من إسرائيلية، منذ سنوات عديدة، بعلاقات واسعة مع حكام معظم دول الخليج. وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، تم تعيين الحاخام “شناير”، مستشاراً خاصاً لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وجرى تكليفه وقتها بمساعدة مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في المنامة، والمساعدة في الحفاظ على الجالية اليهودية في البلاد وتنميتها، وفق المصدر ذاته.

يولى الاحتلال الإسرائيلي اهتماماً كبيراً لوسائل الإعلام الجديد بمحاولات اختراق المجتمعات العربية بشكل عام، وصفوف فئة الشباب بشكل خاص، لما في ذلك من أهمية في تغيير الصورة النمطية السائدة عنه في العالم الخارجي كونه كيان دموي احتلالي للأراضي الفلسطينية. ومنذ الثورات العربية التي انطلقت في 2011 من مصر، ومع تفجر حالة الوعي السياسي سواءً الداخلي أو الخارجي نحو فلسطين، كثَّفت المؤسسة الإعلامية والاستخبارية “الإسرائيلية” من نشاطاتها عبر وسائل مختلفة، لكن هذه المرة بلسان عربي أقرب إلى العامية الشعبوية، أملاً في الوصول إلى 164 مليون مستخدم لموقع فيسبوك وحده في العالم العربي، حسب إحصائية صادرة عن Internet World Stats بنهاية ديسمبر 2017.

وفي هذا السياق، يُنسَب لأول رئيس وزراء لكيان الاحتلال الإسرائيلي ديفيد بن غوريون قوله: “لقد أقام الإعلام دولتنا واستطاع أن يتحرك للحصول على مشروعيتها الدولية”، ويمكن القول إن “إسرائيل” تعتمد في سياساتها الخارجية على ثلاثةمجالات رئيسة: السياسية والعسكرية والإعلامية، والأخير عبر وسائله المختلفة هو أداة الساسة والعسكر لتبرير عدوانهم وسياساتهم، الفضاء الأزرق، أحد أدوات العدو الصهيوني في الدعاية الإعلامية التطبيعية مع أفيخاي أدرعي، الضابط في الجيش الإسرائيلي. بلغ عدد المُعجبين بصفحته الشخصية والمتابعين له أكثر من مليون وربع المليون شخص. وباستعراض بسيط لمنشوراته، تبين أنه زار مصر في عام 2003 ليتعلم اللغة العربية كما نشر ذلك عبر صفحته بتاريخ 22 أبريل/نيسان 2013، مُرفِقاً بمنشوره 5 صور لمناطق مشهورة في أنحاء مختلفة من مصر أثناء زيارته. حصد منشور أدرعي على 644 إعجاب، 702 مشاركة و1400 تعليق من حسابات لشخصيات عربية، وختم في نهاية المنشور عبارة “الزيارة لن تكون الأخيرة”.

 في تحليل دقيق لمنشورات أدرعي كنموذج، يعمل هذا الإعلام الموجه على الحديث باتجاه واحد إلى المجتمع العربي، عبر استخدام النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، والتأكيد على قوة جيش الاحتلال الإسرائيلي وتفوقه على غيره من الجيوش في المنطقة، وربط ذلك بالأخلاقية الحربية، وأنه جيش دفاع وليس جيش هجوم أو احتلال، بالإضافة إلى التحريض على المقاومة الفلسطينية واتهامهما بالإرهاب وأنها السبب المباشر في تدهور الأمن وإشعال فتيل الحرب في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى