جوهرة ثمينة.. كيف تقف المقاطعة شوكة في حلق التطبيع الاقتصادي بين الاحتلال والأردن؟
تسبب حديث “معهد السلام لاتفاقيات أبراهام” عن الزيادة الكبيرة في التجارة بين كيان الاحتلال الإسرائيلي والأردن، برفض شعبي أردني، عبّر عنه مراقبان أكدا أن عامة الأردنيين ينبذون التطبيع مع المحتل بجميع أشكاله. وقال الناشط السياسي الأردني، هشام البستاني: إن “ازدياد معدل التجارة بين الأردن والكيان الصهيوني أمر غير مقبول، والقائمون على ذلك يحاولون إظهار الحكومة الإسرائيلية الحالية، وكأنها أكثر تعاونًا مع الأردن من حكومة بنيامين نتنياهو السابقة”. وانتقد البستاني “ربط مصير المزارع والتاجر والصناعي الأردني بيد الاستثمارات الصهيونية”، مؤكدًا أن ذلك بمثابة “الأمر الكارثي”.
وأضاف أن “المواطن الأردني يرفض كل أشكال التطبيع مع الاحتلال، وهو يسعى لإفشال سعي الاحتلال لاختراق المجتمع من خلال اتفاقية وادي عربة”. من جهته، قال رئيس كتلة الإصلاح النيابية بالبرلمان الأردني، صالح العرموطي، إن “كافة الاتفاقيات التي وقعها الأردن مع الاحتلال، وضعت المستوطنين في السمن والعسل؛ لكي يقوموا بتصدير منتجاتهم إلى الخارج”.
وأكد العرموطي أن “الاحتلال لم يطبق أي قرار متعلق باتفاقية وادي عربة للسلام المزعوم، بينما نفذ الأردن كافة الاتفاقيات، وألغى الكثير من القوانين الرافضة للتطبيع”. ويشار إلى أنه قد أعلن وزير المياه والري الأردني، محمد النجار، أن حكومة بلاده اعتزمت شراء كميات من المياه من “إسرائيل”، لتعويض نقص المياه الذي يمر به الأردن. وفي شأن ذي صلة، أكد النجار أن وزارته “لن تستملك الأراضي التي تحتوي آبارا مخالفة”.
وأوضح مرجعات هذا القرار بقوله إن “كثيرا من الآبار موجودة في مناطق بعيدة، ولو كانت قريبة من الشبكات لكنا استملكناها، إضافة إلى أن هذه المياه غير مطابقة للمواصفة يعني لا يوجد مصدر مائي نستطيع أن نستغله إلا بعد إجازته من وزارة الصحة”. ولفت وزير المياه الأردني في هذا السياق إلى أن “عملية ردم الآبار المخالفة تحتاج أولويات ووعيا وكذلك تعاونا من الجميع”. وفي السياق، طالب حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني الحكومة بكشف حقيقة ما أوردته وسائل إعلام دولية عن مشاركة الأردن ضمن تحالف عسكري استراتيجي يضم كيان الاحتلال الإسرائيلي وثماني دول عربية أخرى برعاية أمريكية.
وقال الحزب: إن “المشاركة الأردنية في مثل هذا التحالف مع الاحتلال يشكّل خيانة لدماء شهداء الأردن وفلسطين، وتعارضًا صارخًا مع موقف الشعب الأردني الذي يرفض أشكال التطبيع كافة ويرى في الكيان الصهيوني التهديد الأخطر على الأردن دولة ونظامًا وشعبًا”. وحذر الحزب الحكومة من الانخراط في مثل “هذا التحالف المشبوه الذي يسعى لإخضاع الدول العربية تحت هيمنة الكيان الصهيوني والانتقال من مرحلة التطبيع المشؤوم إلى التحالف العسكري مع الاحتلال ضد دول عربية أو إسلامية والخضوع للمشروع الصهيوني في المنطقة”. وذكر أن هذا المشورع “يستهدف فلسطين والأردن والأمة العربية والإسلامية، في وقت يواصل فيه العدو الصهيوني عدوانه ضد الشعب الفلسطيني والأرض والمقدسات والوصاية الأردنية عليها”.