جزاء سنمار.. موقف واشنطن إزاء الصحراء الغربية “لن يثمر” رغم التطبيع

حين خلع الملك المغربي رداء عروبته وتبرأ من القضية الفلسطينية وأعلن التطبيع الفج مع المحتل الصهيوني، انطلقت أبواقه الإعلامية لتعلن أن هذه الخطوة إنما جاءت اضطرارية في سبيل نيل اعتراف أمريكي بسيادة الملك -وابنه من بعده- على أراضي الجنوب الذي يرفض سكانه الاعتراف بولاية المغرب عليه، معتبرين أن هذه الخطوة إنما تثبت بما لا يدع مجالا للشك حنكة الملك السياسية وحكمته العميقة.

ولكن التصريحات الأمريكية الأخيرة كشفت على أن الملك إنما ورط نفسه وبلاده في روث التطبيع دون مقابل، إذ أكدت الإدارة الأمريكية، على لسان مسؤول بارز يزور المغرب حاليا، أن موقف واشنطن من قضية الصحراء الغربية لم يتغير في عهد الرئيس بايدن، لكن بدون إجراءات على الأرض، كما أشاد المسؤول بالتقارب المستمر بين المغرب وكيان إسرائيل.

وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، جوي هود، الأربعاء 28 يوليو/تموز 2021، خلال زيارة للمغرب إن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المملكة على الصحراء الغربية المتنازع عليها ما زال “دون تغيير”، لكنه عاد وأكد فيما يشبه الانسحاب أن هذا الاعتراف لن يبرح الورق، وأنه لن يغير كثيرا في الواقع الدولي تجاه القضية.

فقد اعترفت الولايات المتحدة، في ظل إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في كانون الأول/ديسمبر 2020، بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، مقابل تطبيع علاقات المملكة مع إسرائيل، وردا على سؤال من الصحافة بشأن احتمال تغيير الموقف الأميركي، قال هود إنه “لن يكون هناك تغيير”، وذلك بعد لقائه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في الرباط.

وأضاف هود أن “التغييرات التي كان يمكن تصورها هي في الطاقة المبذولة حتى تسفر عملية الأمم المتحدة عن نتائج” داعيا إلى أن يتم “في أقرب وقت ممكن” تعيين مبعوث خاص من أجل “الحصول على حل مقبول لجميع الأطراف ما سيساهم في إحلال السلام” في المنطقة. ولم يستبدل حتى الآن آخر مبعوث خاص للأمم المتحدة للصحراء الغربية الألماني هورست كوهلر بعد استقالته في أيار/مايو 2019 لأسباب صحية.

ويدور نزاع بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر حول الصحراء الغربية التي تصنفها الأمم المتحدة بين “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”، منذ رحيل إسبانيا القوة الاستعمارية السابقة عام 1975.

ويسيطر المغرب على نحو 80 في المئة من المنطقة الصحراوية الشاسعة والثرية بالفوسفات والموارد البحرية، ويقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته. أما جبهة بوليساريو، التي أعلنت عام 1976 قيام “الجمهورية الصحراوية”، فتطالب بتنظيم استفتاء لتقرير المصير أقرته الأمم المتحدة تزامنا مع إبرام وقف لإطلاق النار بين طرفي النزاع عام 1991.

وحول قضية التطبيع مع الدولة العبرية، أشاد هود بـ”الإجراءات التي اتخذها المغرب بهدف تحسين علاقاته مع إسرائيل”، وهو تقارب “ستكون له فوائد طويلة الأمد لكلا البلدين”، حسب تعبيره، وكان المسؤول الأميركي في الجزائر يومي الأحد والاثنين، حيث بحث في مسألة الصحراء الغربية معوزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى