ثمن التطبيع الإسرائيلي السعودي

في الوقت الذي تعود فيه الأحاديث من جديد عن اقتراب التطبيع العلني بين المملكة العربية السعودية والاحتلال، بدأ الحديث في الأوساط الإسرائيلية عن الثمن الذي ستدفعه المملكة مقابل العملية.

كشف كاتب إسرائيلي معروف، عن الثمن المفترض أن تدفعه دولة الاحتلال مقابل التطبيع مع المملكة، والذي “سيغير المعادلة في الساحة العربية والإيرانية”.

وقال الكاتب الصهيوني عكيفا ألدار، وهو الرئيس السابق لمكتب صحيفة “هآرتس” بواشنطن، أن صحفي إسرائيلي مبتدئ كان سيسأل نتنياهو: “إذا كان الأمر هكذا (الأعداء هم الإيرانيون والأصدقاء هم الإسرائيليون)، سيدي رئيس الحكومة، لماذا إذن يفضل ولي العهد محمد بن سلمان دعوة العدو الإيراني لرفع علم في الرياض ويبعد المغازل الإسرائيلي من العاصمة السعودية؟”.

وأضاف في مقال نشرته الصحيفة، إلى أن “نتنياهو يدرك أن التطبيع مع السعودية، سيؤدي إلى إنهاء النزاع العربي-الإسرائيلي، بل هو يعرف أن التطبيع مع السعودية، يمكن أن يمهد الطريق لمحادثات مع الفلسطينيين”.

وتابع: “منذ فترة طويلة لم نسمع من نتنياهو أقوال حقيقية ودقيقة تماما، لكن العلاقات الدبلوماسية مع دولة النفط الغنية يمكن أن تغيير المعادلة في الساحة العربية والفلسطينية وفي الساحة الإيرانية أيضا، ولكن يجب الدفع، الثمن مذكور في مبادرة السلام العربية من آذار/ مارس 2002، التي مر على ولادتها في الشهر الماضي 21 عاما”.

وزاد: “في مقابل التطبيع مع جميع الدول الإسلامية، مطلوب من إسرائيل أن تسمح بإقامة دولة فلسطينية على كل الأراضي التي احتلها في 1967 وحل متفق عليه لمشكلة اللاجئين، والمبادرة يمكن أن تحصل على مصادقة مطلقة في مؤتمر القمة العربية الذي سينعقد في الشهر القادم في الرياض”.

وذكر أن “العلاقة بين السعودية وإيران ليست قصة غرام”، والمستشرق الدكتور ماتي شتاينبرغ قال لـ”هآرتس”: “نحن نشهد توازنا استراتيجيا بين تنازل السعودية عن مطالبتها بتخلي إيران عن مخزونها النووي وبين تجنب إيران مطالبة السعودية بأن تتنصل من المبادرة العربية”.

وتابع: “إيران يمكنها أن تراهن بأن إسرائيل ستتجاهل المبادرة وستعمق الاحتلال، بدلا من الدفع قدما بالتطبيع مع السعودية والدول العربية الأخرى”، مؤكدا أن “الفراغ الذي تعاني منه القضية الفلسطينية وإبراز مركزية النزاع والمسجد الأقصى في صلبه، كل هذا يخدم طهران”.

وقدر ألدار، أن “اتفاق بروح المبادرة العربية، كان سيجبر إيران على التسليم بالحقيقة المنتهية، فمصلحة إيران في مصالحة مع دول الخليج كانت ستمنعها من تحطيم الأدوات وتؤثر على مواقف حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي”، مضيفا أنه “هكذا بقينا مع بشرى وزير الأمن يوآف غالانت، التي تقول؛ إسرائيل يجب عليها الاستعداد لتهديد أمني حقيقي في كل الساحات في نفس الوقت”.

ولفت إلى أنه “في عشية يوم الذكرى الـ 75 (احتلال فلسطين وقيام دولة الاحتلال)، ستعرف كل أم عبرية أن الحرب الإقليمية ليست قضاء محتوما، وسيعرف كل أب عبري أن السلام الإقليمي ليس حلما خياليا”.

والثلاثاء، طلب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفيز والعديد من المشرعين الديمقراطيين الضغط من أجل توسيع اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية.

قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إنه يريد السلام والتطبيع مع السعودية، وذلك “خطوة كبيرة” نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.

وأضاف نتنياهو: “نريد تطبيع العلاقات والسلام مع السعودية، نعتبر ذلك خطوة كبيرة نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي”.

وزادت تقارير عن اقتراب التطبيع السعودي مع الاحتلال، بعد زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للمملكة، ولقائه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وتقيم المملكة علاقات سرية مع الاحتلال، منذ سنوات دون إعلانها بسبب خوفها من الغضب الشعبي.

في 2020، التقى نتنياهو بولي العهد محمد بن سلمان خلال زيارة سرية للمملكة.

وفي 2022، فتحت المملكة أجوائها أمام الطائرات الإسرائيلية، لتقصر المسافة على الطيران الإسرائيلي لوجهاته في آسيا، ما يؤدي لفوائد اقتصادية لدولة الاحتلال.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button