تواصل ردود الفعل السودانية الرافضة للتطبيع مع الاحتلال
تتوالى ردود الفعل السودانية الرافضة لإقامة علاقات مع الاحتلال، في ظل الأنباء الواردة عن توقيع اتفاقية تطبيع مع الصهاينة.
توصّلت إسرائيل والسودان خلال زيارة غير مسبوقة لوزير خارجية إسرائيلي للخرطوم، إلى “اتّفاق” على العمل من أجل إبرام “معاهدة سلام”.
وأجرى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين محادثات في الخرطوم مع عدد من المسؤولين السودانيين، في مقدّمهم رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.
ونظم طلاب في جامعة الخرطوم وقفة احتجاجية، الاثنين، ضد التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقام المحتجون بإحراق العلم الاسرائيلي وسط هتافات منددة بخطوة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان للتطبيع مع الكيان الصهيوني دون الرجوع إلى الشعب السوداني، معتبرين أن هذه الخطوة غير قانونية وأن غالبية الشعب السوداني رافض لأي تقارب مع الكيان الصهيوني والتطبيع معه.
وقال رئيس تجمع سودانيين ضد التطبيع “المظفر الدقيل”: السودان دولة اللاءات الثلاث ويقف ضد التطبيع والشعب السوداني قاتل إلى جانب الفلسطينيين في العام 1948 و1967 و1973، ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الطالب الجامعي “علي محمد”: رسالتنا واضحة للاحتلال الإسرائيلي، لا تفاوض ولا صلح ولا اعتراف بالكيان الصهيوني.
وقالت طالبة جامعية “مني أحمد”: لا اعتقد أن هناك مواطنًا سودانيًا يقبل بالتطبيع مع هذا الكيان الغاصب، ولا يمكن لقائد الجيش السوداني أن يقرر في أمر التطبيع لوحده دون الرجوع للشعب السوداني.
كما قالت “علوية الناير”، إن معظم قطاعات الشعب السوداني ترفض التطبيع وسيقفون سدا منيعا ضده عبر استمرار الاحتجاجات، والتطبيع لن يأتي بخير للشعب السوداني.
بينما وصف عثمان الكباشي الأمين العام للقوى الشعبية السودانية المناهضة للتطبيع يوم زيارة كوهين للخرطوم بأنه “يوم حزين” على الشعب السوداني وتاريخه وحاضره ومستقبله.
وأضاف، أن اتفاقية التطبيع مع إسرائيل ليست لها قيمة لدى الشعب لأنها تناقض مواقفه الأخلاقية الرافضة لـ”الكيان الصهيوني” باعتباره دولة احتلال ظالمة.
وشدد على أن الشعب السوداني يعي تماما أن التطبيع مع إسرائيل لن يعود على البلاد بأي مصلحة في أي من المجالات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية.
وأردف الكباشي “التطبيع مع إسرائيل سيضر السودان من الناحية الأمنية، كما أننا لا ننسى أن الكيان الصهيوني كان هو المحرض على انفصال جنوب السودان”.
وتابع “الكيان الصهيوني هو الداعم الأول لحركات التمرد وعدم الاستقرار في السودان على طول تاريخه”.
وأرجع الكباشي ما يحدث إلى الهشاشة السياسية التي تسود السودان واستمرار المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد.
وشدد على أن الشعب السوداني سينتفض في مواجهة هذا الاتفاق فور الوصول إلى حكومة شرعية حقيقية.
وتابع “لم تنجح اتفاقية كامب ديفيد في إنقاذ مصر من أزماتها والشعب السوداني بات يعلم بوضوح الأوضاع التي آلت إليها حال الشعب المصري”.
ووصفت “القوى الشعبية لمقاومة التطبيع في السودان” صفقة التطبيع مع إسرائيل بـالمذلة وتنفصل تمامًا عن قيم الشعب السوداني و”تاريخه المناهض لشرعنة الاحتلال وممارساته الإرهابية”.
وفي بيان لها، دعت القوى الشعبية “القيادة العسكرية في السودان” إلى وقف ما وصفته بالعبث بأمن البلاد والتنكر لتاريخها ومبادئ شعبها، وأضافت: نؤكد على موقف شعبنا المتمثل في مؤتمر اللاءات الثلاث وقانون مقاطعة إسرائيل.
وفي 26 يناير/ كانون الثاني 2021، زار كوهين الخرطوم بصفته وزيرا لشؤون الاستخبارات في حكومة بنيامين نتنياهو آنذاك، وكان أول وزير إسرائيلي يزور السودان.