تنديد مغربي متزايد بعدوان الاحتلال على غزة ودعوات لتعليق التطبيع

تصاعدت ردود الفعل المغربية الغاضبة عقب استئناف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، حيث أدانت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة الهجمات الوحشية التي راح ضحيتها أكثر من 300 شهيد فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء. يأتي هذا التصعيد في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 20 يناير 2025، وسط تزايد الأصوات المطالبة بتعليق اتفاقيات التطبيع بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي.

التحليل السياسي.. موقف المغرب بين الضغوط الشعبية والتزامات التطبيع

تسجل الساحة المغربية منذ توقيع اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل عام 2020 انقسامًا حادًا بين الحكومة التي تبرر هذه الخطوة باعتبارها قرارًا سياديًا يخدم مصالح المغرب الجيوسياسية، وبين الشارع المغربي الذي يرى فيها تنازلاً غير مبرر أمام كيان متورط في جرائم حرب ضد الفلسطينيين.

🔹 تطور في الخطاب الشعبي:

  • بيان الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة يعكس موقفًا متقدمًا في رفض التطبيع، حيث لم يقتصر على التنديد بالعدوان الإسرائيلي، بل طالب الحكومة المغربية بـتعليق كافة الاتفاقيات مع الاحتلال.
  • هذا الموقف يتماشى مع مطالب حركات المعارضة وعدد من القوى السياسية التي ترى أن استمرار العلاقات مع إسرائيل وسط العدوان المستمر يضع المغرب في موقف محرج أمام الشعوب العربية والإسلامية.

🔹 الموقف الرسمي المغربي:

  • لم يصدر حتى الآن موقف حكومي واضح تجاه التصعيد الإسرائيلي الأخير، لكن المغرب سبق أن عبّر عن مواقف متوازنة في النزاع، حيث يدين العدوان لكنه يواصل العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الاحتلال.
  • يُتوقع أن يكون هناك تصعيد في الخطاب الرسمي المغربي إذا استمر الضغط الشعبي، خاصة في ظل اقتراب موعد القمة العربية القادمة، حيث قد تجد الحكومة المغربية نفسها مضطرة لاتخاذ موقف أكثر وضوحًا تجاه الانتهاكات الإسرائيلية.

البعد الإقليمي والدولي.. كيف يؤثر العدوان على مستقبل التطبيع؟

يشهد المشهد الإقليمي توترات متزايدة نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، ما يضع الدول العربية المطبّعة في موقف صعب أمام شعوبها.

🔸 انعكاسات العدوان على علاقات إسرائيل مع الدول العربية:

  • المغرب يواجه تحديًا متزايدًا في تبرير استمرار التطبيع في ظل المجازر بحق الفلسطينيين.
  • الأردن ومصر، الدولتان الموقعتان على اتفاقيات سلام مع إسرائيل منذ عقود، أظهرتا مواقف حادة ضد العدوان، مما يفتح الباب أمام إمكانية مراجعة المغرب علاقاته مع الاحتلال.
  • دول الخليج، خاصة السعودية، تراقب الوضع بحذر، حيث قد يؤدي استمرار الجرائم الإسرائيلية إلى عرقلة أي خطوات مستقبلية نحو التطبيع الكامل مع الاحتلال.

التأثير على الداخل الفلسطيني.. تصعيد جديد أم مرحلة إعادة تموضع؟

🔺 العدوان الأخير ترافق مع تصريحات نارية من نتنياهو ووزير الحرب الإسرائيلي، أكدت أن الاحتلال سيتحرك بـقوة متزايدة ضد حماس.
🔺 الاحتلال يبرر التصعيد بعدم تجاوب حماس مع مطالب إطلاق الأسرى، لكن هذا يطرح تساؤلًا عن الهدف الحقيقي للحملة العسكرية، خاصة أنها تأتي بعد أسابيع من الضغوط الإسرائيلية الداخلية على حكومة نتنياهو التي تواجه أزمات سياسية واقتصادية متفاقمة.

السيناريوهات المحتملة

1️⃣ تصعيد عسكري مستمر: إذا استمر الاحتلال في تنفيذ عمليات القصف العشوائي ضد المدنيين في غزة، فقد نشهد انفجارًا إقليميًا أوسع مع تدخلات محتملة من المقاومة الفلسطينية أو حتى قوى أخرى في المنطقة.
2️⃣ ضغوط دولية لوقف العدوان: في حال تصاعد الاحتجاجات الدولية والعربية، قد تتدخل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية لفرض هدنة جديدة، لكن بشروط إسرائيلية مشددة.
3️⃣ تحولات في موقف الدول المطبّعة: استمرار العدوان قد يدفع بعض الدول، ومنها المغرب، إلى إعادة النظر في سياسات التطبيع، خاصة إذا تعرضت الحكومة لضغوط داخلية متزايدة.

خاتمة

يبدو أن تجدد العدوان الإسرائيلي على غزة لن يكون مجرد تصعيد عسكري عابر، بل قد يحمل انعكاسات سياسية كبيرة على علاقات الاحتلال بالدول العربية، خصوصًا المغرب الذي يواجه غضبًا شعبيًا متزايدًا يطالب بإنهاء كافة أشكال التطبيع. وفي ظل استمرار المجازر، يبقى السؤال الأبرز: هل ستستمر الدول العربية في التزامها بالتطبيع، أم أن الجرائم الإسرائيلية ستدفعها لمراجعة مواقفها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى