تقارير عبرية تكشف عن علاقات متنامية بين ولي العهد السعودي وملياردير داعم للجيش الإسرائيلي

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن وجود علاقات وطيدة بين ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ورجل الأعمال الأميركي-الإسرائيلي حاييم سابان، المعروف بأنه من أبرز المتبرعين للجيش الإسرائيلي.
ووفقًا لما أوردته الصحيفة، فقد عُقد مؤخرًا اجتماع مطوّل بين بن سلمان وسابان، ناقشا فيه إمكانية مساهمة الأخير في تطوير مشاريع فنية وثقافية داخل السعودية، في سياق رؤية ولي العهد لإعادة تشكيل الهوية الثقافية والاجتماعية للمملكة، بعيدًا عن القيود الدينية المتشددة التي كانت سائدة في العقود السابقة.
سابان: رجل المال والإعلام
حاييم سابان، الذي تقدر ثروته بنحو 4 مليارات دولار، جمعها من نشاطه في مجال الإنتاج التلفزيوني والسينمائي في الولايات المتحدة، كما يمتلك حصصًا في عدد من المؤسسات الإعلامية المؤثرة داخل أميركا وإسرائيل. ويُعرف سابان أيضًا بصلاته الوثيقة بدوائر صنع القرار في تل أبيب، ودعمه العلني للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
وبحسب يديعوت أحرونوت، فإن اللقاء بين بن سلمان وسابان جاء في إطار انفتاح متزايد من القيادة السعودية على التعاون مع شخصيات ذات تأثير في الغرب وإسرائيل، ضمن مشروع أكبر لتحديث الاقتصاد والمجتمع السعودي تحت مظلة “رؤية 2030”.
نحو شراكة استراتيجية جديدة؟
الصحيفة نقلت عن مصادرها أن محمد بن سلمان أعرب خلال اللقاء عن تطلعاته لتحويل المملكة إلى مركز ثقافي إقليمي، مؤكدًا على ضرورة تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط، والانفتاح على الاستثمارات في مجالات الإعلام والترفيه. كما أشار إلى رغبته في تجاوز الخطاب الديني المحافظ الذي كان يحدّ من هذا التحول لعقود.
وفي تطور لافت، أبلغ ولي العهد السعودي سابان – حسب ما ورد في التقرير – أن الوقت قد حان لـ”فتح صفحة جديدة” في العلاقات بين الرياض وتل أبيب، ما يشير إلى أن السعودية ربما تقترب من خطوات تطبيعية علنية على غرار تلك التي قامت بها الإمارات والبحرين.
سابان: بن سلمان يستطيع التطبيع في لحظة
وسبق أن تحدث سابان في مقابلة مع يديعوت أحرونوت عام 2020 عن لقائه بولي العهد السعودي خلال مأدبة عشاء، حيث سأله حينها: “لماذا لا تُعلن العلاقات مع إسرائيل بشكل مباشر؟”، ليجيبه محمد بن سلمان بأن بإمكانه فعل ذلك في أي وقت، لكنه يخشى من ردود الفعل الشعبية داخل السعودية والعالم الإسلامي، والتي قد تجرّ البلاد إلى فوضى داخلية.
وأضاف سابان أن الخطوة الإماراتية في توقيع اتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل كانت “شجاعة”، معربًا عن أمله في أن تدفع دولًا أخرى – وخاصة السعودية – إلى اتباع المسار ذاته، لما لها من رمزية دينية وسياسية في العالم الإسلامي.