تطبيع في الجو.. رحلات طيران جوية مشتركة بين “الاتحاد” الإماراتية “العال” الإسرائيلية
لا يرغب النظام الإماراتي في تفويت لحظة يمكن من خلالها التطبيع مع المحتل الصهيوني دون اقتناصها، وهو الأمر الذي جعل هذا النظام حريصا على إيصال التطبيع لكل شبر من أرض الإمارات، بل وحتى سماءها، إذ أدخل النظام الإماراتي اليوم اتفاق تعاون يشمل الشراكة بالرمز وبرامج الولاء بين شركة “الاتحاد” للطيران الإماراتية وطيران “العال” الصهيونية، في خطوة جديدة تسعى الإمارات من خلالها وقت تسعى فيه كل من الإمارات ودولة الكيان لاستمرار تطبيع العلاقات.
وبحسب الاتفاق الجديد بين الشركة التابعة للنظام الإماراتي وبين نظيرتها الصهونية، فستضيف “العال” رمزها على الرحلتين الأسبوعيتين اللتين تشغلهما “الاتحاد” بين أبو ظبي وتل أبيب في الوقت الحالي، قبل أن تضيفه على وجهات أخرى في أغسطس /آب بينها أستراليا والهند والفلبين.
أما شركة طيران “الاتحاد” الإماراتية فستضيف رمزها على رحلات “العال” الصهيونية إلى 14 وجهة بالشرق الأوسط وأوروبا وآسيا والولايات المتحدة، حسبما أفاد بيان للشركة الإماراتية، كما سيتمكن أعضاء برامج الولاء للشركتين من اكتساب واسترداد الأميال على الرحلات عبر شبكتيهما.
ووقع النظام الإماراتي عدة اتفاقات تطبيع أخرى شملت تسيير رحلات جوية مباشرة، وتهدف مذكرة التفاهم بين “الاتحاد” و”العال” أيضا إلى “استكشاف فرص تدريب الطيارين والطاقم الجوي والصيانة والإصلاح وعمليات الشحن والتي يتقدم فيها الطرفان” بحسب البيان.
تأتي هذه الخطوة في إطار التطبيع والتعاون بين الإمارات و”إسرائيل” في مجالات البث التكنولوجي والتقنية، وكان من أبرز نتائجها استضافة الإمارات لمؤتمر “سيدات وأعمال” الذي تنظمه شركة إسرائيلية والذي عقد لأول مرة في دبي، حيث ذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” أن مؤتمر “سيدات وأعمال” السادس، الذي تنظمه شركة “ساميط اكسبرس” الإسرائيلية، سيُعقد لأول مرة في دبي بين 18 و21 حزيران/ يونيو الجاري بمشاركة 250 سيدة من “إسرائيل” والإمارات.
لكن هذه الخطوة تبدو متوقعة في ظل هرولة الإمارات نحو التطبيع مع المحتل الصهيوني والذي وصل إلى مستويات أكثر إدهاشا وصدمة للمواطن الفلسطيني والعربي، والتي كان آخر تجلياتها افتتاح أول سفارة للاحتلال في الخليج العربي، والتي بطبيعة الحال استضافتها الإمارات، حيث افتتح وزير الخارجية الصهيوني يائير لبيد في أبوظبي أول سفارة “إسرائيلية” في الخليج، بعد أقل من عام على تطبيع العلاقات بين البلدين.
زيارة لبيد للإمارات هي الزيارة الرسمية الأولى لوزير إسرائيلي منذ اتفاق تطبيع العلاقات بين الدولتين في سبتمبر /أيلول من العام الماضي، ومن المقرر أن ينتقل لبيد إلى دبي حيث يفتتح رسميا قنصلية بلاده في الإمارة، ويدشن الجناح الإسرائيلي في معرض إكسبو 2020 دبي.
وكتب لبيد في تغريدة على حسابه في تويتر “قص الشريط في افتتاح سفارة إسرائيل في أبوظبي” مرفقا إياها بصورة تجمعه بوزيرة الثقافة الإماراتية نورة الكعبي، ووصف افتتاح السفارة باللحظة التاريخية، قائلا إن “إسرائيل” تختار السلام والتعاون على الحروب والعداء.
واعتُبرت هذه الزيارة الرسمية التي استغرقت يومين هي الأولى لمسؤول إسرائيلي منذ اتفاق البلدين على تطبيع العلاقات بينهما في سبتمبر /أيلول الماضي، ومنذ اتفاقيات التطبيع التي وقعتها “إسرائيل” مع كل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان والتي أثارت غضب الفلسطينيين ووصفوها بأنها “خيانة” وخرق للإجماع العربي.