“تطبيع على الانترنت”.. السعودية تمد كابل إنترنت فائق السرعة بينها وبين الاحتلال

كشفت مجلة “إيكونوميست”، عن مد كابلات بيانات عالية السرعة للإنترنت، بين كيان الاحتلال الإسرائيلي والسعودية لأول مرة، في خطوة يأمل الاحتلال الإسرائيلي من خلالها أن تكون مقدمة لتطبيع العلاقات. وأشارت المجلة إلى أن هذه الخطوة التطبيعية “ستكسر الاحتكار المصري لحركة الإنترنت في المنطقة”. وكانت جميع كابلات الإنترنت الأخرى بين أوروبا وآسيا تمر عبر مصر على طول الطريق لقناة السويس، أو تأخذ طريقًا أطول عبر الالتفاف حول إفريقيا.ويشار إلى أنه قد انطلق في البحرين، “أكبر تمرين بحري” في منطقة الشرق الأوسط، وفق ما أعلنته القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، التي وصفته أيضًا بأنه أكبر تمرين على الأنظمة “غير المأهولة” (المسيرة) في العالم.
فيما أظهرت قائمة الدول التي نشرتها البحرية الأمريكية مشاركة “إسرائيل” وتركيا في المناورة فيما يشارك من الدول العربية السعودية والإمارات والبحرين وعُمان ومصر والأردن والسودان والمغرب وجيبوتي والصومال واليمن. أوضحت القيادة الأمريكية أن التمرين الذي حمل عنوان “IMX / CE 2022” انطلق في البحرين، ويشمل 9000 عنصر و50 سفينة، من نحو 60 دولة ومنظمة دولية، وفقاً لمنشور للقيادة على تويتر.
وبدأت مراسم التمرين بمقر الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين، وفقًا لموقع “خدمة توزيع المعلومات المرئية الدفاعية”. بينما شهد ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء البحريني، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، انطلاق التمرين، وشاهد عرضًا تجريبيًا في البحر للأنظمة غير المأهولة. وأقدم مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، على إعلان استعداد المملكة لتطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي شرط تطبيق تل أبيب لـ “مبادرة السلام” التي طرحتها الرياض عام 2002.
وقال المعلمي “الموقف السعودي الرسمي هو أننا على استعداد لتطبيع العلاقات مع “إسرائيل” إذا طبقت عناصر مبادرة السلام التي قدمتها السعودية في 2002، والتي تدعو لإنهاء احتلال كل الأراضي العربية التي احتلتها “إسرائيل” عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، ومنح الفلسطينيين حق تقرير المصير”، وفق تصرحاته. وأضاف: “بمجرد حدوث ذلك فإنه ليست المملكة العربية السعودية وحدها ولكن العالم الإسلامي بأكمله، والأعضاء الـ57 بمنظمة التعاون الإسلامي سيتبعوننا في ذلك، أي في الاعتراف بـ “إسرائيل” وإقامة علاقات معها”.
وفي 4 نوفمبر الماضي، أفادت هيئة البث الإسرائيلي “كان” بأن وفدا من 20 رئيسا للجاليات اليهودية في الولايات المتحدة زار السعودية، وعقد اجتماعات مع مسؤولين كبار في المملكة بينهم وزراء وممثلون عن الأسرة المالكة في الرياض. ودعا مشرعون من الحزب الجمهوري في الكونغرس الأميركي، إلى تبني توصيات “المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي” (JINSA) التي تدعو إلى ضرورة تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” والسعودية، باعتباره مسألة أمنية “حيوية” للولايات المتحدة.
ووفق تقرير نشرته شبكة “فوكس نيوز” الأميركية، فقد بحث “المعهد اليهودي للأمن القومي” أهمية العلاقات الإسرائيلية السعودية، باعتبارها ستجلب “الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط وستخدم الاحتياجات الجيوسياسية الأميركية”. واعتمد تقرير المعهد اليهودي على آراء أشخاص خدموا في مناصب دبلوماسية وعسكرية في عهد إدارة الرؤساء الأميركيين، جورج بوش الابن وباراك أوباما ودونالد ترامب.
ويقول التقرير صراحة “إن إدخال السعودية كدولة إسلامية ذات نفوذ هائل في اتفاقيات التطبيع من شأنه أن يغير قواعد اللعبة السياسية في الشرق الأوسط”. وأضاف أن مثل هذه الاتفاقيات “توفر منصة مثالية لزيادة تقاسم الأعباء التي تمكن شركاء أمريكا الإقليميين من القيام بالمزيد معًا من أجل استقرار وأمن الشرق الأوسط”.