تطبيع على الأبواب.. إلى أين وصلت العلاقات بين السعودية والاحتلال؟

 

دعا مشرعون من الحزب الجمهوري في الكونغرس الأميركي، إلى تبني توصيات “المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي” (JINSA) التي تدعو إلى ضرورة تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” والسعودية، باعتباره مسألة أمنية “حيوية” للولايات المتحدة. ووفق تقرير نشرته شبكة “فوكس نيوز” الأميركية، فقد بحث “المعهد اليهودي للأمن القومي” أهمية العلاقات الإسرائيلية السعودية، باعتبارها ستجلب “الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط وستخدم الاحتياجات الجيوسياسية الأميركية”.

واعتمد تقرير المعهد اليهودي على آراء أشخاص خدموا في مناصب دبلوماسية وعسكرية في عهد إدارة الرؤساء الأميركيين، جورج بوش الابن وباراك أوباما ودونالد ترامب. ويقول التقرير صراحة “إن إدخال السعودية كدولة إسلامية ذات نفوذ هائل في اتفاقيات التطبيع من شأنه أن يغير قواعد اللعبة السياسية في الشرق الأوسط”.

وأضاف أن مثل هذه الاتفاقيات “توفر منصة مثالية لزيادة تقاسم الأعباء التي تمكن شركاء أمريكا الإقليميين من القيام بالمزيد معًا من أجل استقرار وأمن الشرق الأوسط”. وفي السياق، استضاف وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي، اجتماعًا افتراضيًا مع وزراء خارجية لعدد من الدول حول متحور “أوميكرون” لفيروس كورونا الجديد “كوفيد-19”.

وشمل اللقاء وزراء من المملكة العربية السعودية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، وهي حالة نادرة يشارك فيها البلدان اللذان لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية في نفس المكالمة. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية أن بلينكن تحدث مع عدة وزراء خارجية في الاجتماع، لكنه لم يحدد الدول التي ينتمي إليها هؤلاء الوزراء.

في حين غرد وزير الخارجية لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي، يائير لابيد، عن المكالمة التي أجريت، الثلاثاء 21 ديسمبر/ كانون الأول قائلا إن وزراء خارجية “اليابان والهند والمكسيك وأستراليا وألمانيا ودول أخرى” كانوا في المكالمة، لكنه لم يشر إلى المملكة العربية السعودية. ولم يصدر السعوديون أي تصريح علني بشأن المكالمة، لكن مسؤولًا سعوديًا قال إن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان شارك في الاجتماع الافتراضي مع بلينكن وآخرين، بحسب CNN.

ويشار إلى أنه قد أقدم مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، على إعلان استعداد المملكة لتطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي شرط تطبيق تل أبيب لـ “مبادرة السلام” التي طرحتها الرياض عام 2002. وقال المعلمي “الموقف السعودي الرسمي هو أننا على استعداد لتطبيع العلاقات مع “إسرائيل” إذا طبقت عناصر مبادرة السلام التي قدمتها السعودية في 2002، والتي تدعو لإنهاء احتلال كل الأراضي العربية التي احتلتها “إسرائيل” عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، ومنح الفلسطينيين حق تقرير المصير”، وفق تصرحاته.

وأضاف: “بمجرد حدوث ذلك فإنه ليست المملكة العربية السعودية وحدها ولكن العالم الإسلامي بأكمله، والأعضاء الـ57 بمنظمة التعاون الإسلامي سيتبعوننا في ذلك، أي في الاعتراف بـ “إسرائيل” وإقامة علاقات معها”. وفي 4 نوفمبر الماضي، أفادت هيئة البث الإسرائيلي “كان” بأن وفدا من 20 رئيسا للجاليات اليهودية في الولايات المتحدة زار السعودية، وعقد اجتماعات مع مسؤولين كبار في المملكة بينهم وزراء وممثلون عن الأسرة المالكة في الرياض.

يذكر أنه قد زار وفد يهودي من الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة العربية السعودية، بهدف الدفع لتطبيع العلاقات بين السعودية و”إسرائيل”. وقالت هيئة البث الإسرائيلية “مكان” إن وفدًا من 20 رئيسًا للجاليات اليهودية في الولايات المتحدة، زار المملكة العربية السعودية حيث عقدوا اجتماعات مع مسؤولين كبار في المملكة بينهم وزراء وممثلون عن الأسرة المالكة في الرياض.

وأوضح رجل الأعمال الأمريكي اليهودي، فيل روزين، أن “القيادة السعودية تقوم بتهيئة المناخ في المملكة للقيام بتطبيع العلاقات مع إسرائيل”. وقال: “إن السعوديين يعتبرون “إسرائيل” قوة قادرة على مساعدتهم في احتواء التهديد الإيراني”. ورجح أن يحصل التطبيع خلال شهور أو سنوات قليلة، معربا عن اعتقاده بأن الرياض مستعدة للتقدم نحو التطبيع حتى بدون تأييد الإدارة الأميركية لذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى