تطبيع علمي وزراعي.. التعاون المغربي الصهيوني يبارح صالات السياسية
لم يعد التطبيع المغربي مع الاحتلال الصهيوني رهين الأروقة السياسية وحسب، بل انتقل سريعا إلى الوسط الثقافي والعلمي والثقافي، حيث كشفت شركة “مهادرين” الإسرائيلية، عن الاستثمار في زراعة فاكهة الأفوكادو بالمغرب بأكثر 8.9 مليون دولار، بشراكة مع شركة مغربية رائدة في المجال الفلاحي، على ما يقرب 455 هكتارا، حيث يتوقع أن ينتج التحالف الإسرائيلي المغربي 10.000 طن من الأفوكادو سنويًا.
وقالت شركة “مهادرين”، أكبر منتج ومصدر للحمضيات في “إسرائيل”، إنها ستبدأ لأول مرة في زراعة الأفوكادو في المغرب، تلبية للطلب المتزايد باستمرار على الأطعمة الفائقة الجودة، بحسب ما أوردته صحيفة ” ألجمينر”.
بينما كشف الرئيس التنفيذي لشركة “مهادرين” شاؤول شيلح، “أن زراعة الأفوكادو في المغرب جزء من خطة أكبر لنكون قادرين على تزويد عملائنا الأوروبيين بسهولة أكبر من “إسرائيل”، من حيث الجغرافيا، ومن حيث التكاليف الأكثر تنافسية”.
ويتوقع شليح “استلام الأرض من الحكومة المغربية قريبًا، من أجل الشروع في العمل، وهناك خطط لبدء الزراعة في أذار/مارس من العام 2022، ليكون المنتج متاحًا في غضون عامين أو ثلاثة أعوام، ويمكن توقع حصاد كامل في غضون خمس سنوات تقريبًا”.
وغير بعيد، أبرمت الجامعة العبرية في القدس وجامعة بن غوريون في النقب اتفاقيات مع جامعة محمد السادس للفنون التطبيقية المغربية هذا الأسبوع، بدعوى تعزيز التعاون الأكاديمي.
ويشمل هذا التعاون وفقًا لصحيفة “جروزاليم بوست” العبرية، “البحث المشترك والدرجات التعاونية” الابتكار على نطاق عالمي”، حيث تم التوصل إلى الاتفاقات نتيجة لعودة العلاقات الدبلوماسية بين “إسرائيل” والمغرب في ديسمبر الماضي باتفاق التطبيع.
ويقول المتحدث باسم وزارة خارجية كيان الاحتلال الإسرائيلي، ليئور حياة، في مقابلة مع موقع “العين” الإخباري الإماراتي، إن المغرب يستعد لفتح سفارة إسرائيلية في غضون شهرين.
في وقت سابق الأسبوع الماضي، قال وزير خارجية الاحتلال، يائير لابيد، أثناء زيارته للمملكة المغربية، إن “إسرائيل” والمملكة تعتزمان تطوير علاقاتهما الدبلوماسية، وافتتاح سفارتين في غضون شهرين، وقال لابيد في مؤتمر صحفي: “سنقوم بتطوير مكتبي الاتصال إلى سفارتين”.
وأفادت صحيفة لوموند الفرنسية بأن التقارب بين المغرب و”إسرائيل” مستمر ولم يتأثر بالفضيحة التي أحدثتها قضية NSO وتطبيق بيغاسوس الإسرائيلي للتجسس. وقالت الصحيفة في تقرير لها: إن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، افتتح بعثة دبلوماسية في الرباط، خلال أول زيارة لوزير دولة عبري إلى المغرب منذ عام 2003.
وزار لبيد المملكة، وهي سابقة منذ عام 2003، بعد ما يقرب من شهر من كشف سبع عشرة وسيلة إعلام، بما في ذلك لوموند ومنظمة العفو الدولية، عن استخدام أجهزة الأمن المغربية لبرنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس، من أجل مراقبة الصحفيين والنشطاء السياسيين، فضلا عن أهداف فرنسية.
وقالت الصحيفة: “ليس ملف بيغاسوس، الذي يحرج الطرفين، في جدول أعمال هذه الزيارة. في المغرب، لكن يعتزم لبيد تعميق تطبيع العلاقات بين البلدين، الذي تم التوصل إليه في شهر كانون الأول / ديسمبر 2020 من خلال واشنطن.
وبيّنت أنه “يسير على خطى سلفه بنيامين نتنياهو، المشرف على المصالحات الأمنية ثم الاتفاقات الدبلوماسية، التي سمحت منذ عام 2020 لـ “إسرائيل” بالتطبيع مع أربع دول عربية (الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب)، دون أي تنازلات للفلسطينيين”.