تطبيع رياضي.. كيف يحاول الاحتلال التوسع بالتطبيع مع المغرب عن طريق باب الرياضة؟
بخطى سريعة يشق قطار التطبيع بين المغرب وإسرائيل طريقه طاويا المسافات، وسط كثافة في الزيارات الرسمية، قادت وزراء واقتصاديين إسرائيليين إلى الرباط، العام الجاري، وكشف وزير العدل في حكومة الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر، عن اتفاقه مع رئيس اتحاد الكرة المغربي، فوزي لقجع، على إجراء مباراة “ودية” في كرة القدم بين منتخبي المغرب والاحتلال الصهيوني. وذكر موقع “يديعوت أحرونوت” العبري أن الاجتماع بين الطرفين تطرق لسبل التعاون بين المغرب وإسرائيل في المجال الرياضي، وتم الاتفاق على إقامة المباراة في شهر أيلول/ سبتمبر من العام الجاري.
ونشر ساعر تدوينة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، كتب فيها: “التقيت قبل دقائق بالوزير المغربي المسؤول عن الميزانية، السيد فوزي لقجع، الذي هو أيضا رئيس اتحاد كرة القدم، واتفقنا على إقامة مباراة ودية بين فريقي الشباب في إسرائيل والمغرب”. وسبق أن تواجه منتخبا السلة للسيدات يوم 16 حزيران/ يونيو الفائت، في مباراة ودية أقيمت بمدينة سلا. وكانت تلك المباراة أول مواجهة رياضية تجمع بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي منذ تطبيع الأولى علاقتها بالثانية، في كانون الأول/ ديسمبر 2020. وأقيمت المباراة التي فاز فيها المغرب 62-58 وسط إجراءات أمنية مشددة، وفي حضور جماهيري محدود، وصل إلى 200 متفرج فقط، معظمهم من لاعبي ولاعبات كرة السلة في البلاد. وتعد المواجهة هي الأولى رياضيا بين البلدين منذ تطبيع علاقاتهما الدبلوماسية أواخر عام 2020، إلا أنها كانت بحضور جماهيري محدود.
واختار منظمو الحدث توجيه دعوات لنحو 200 من المشجعين، بينهم عدة لاعبين ولاعبات لكرة السلة لمتابعة هذا اللقاء الذي جرى في قاعة مغطاة وسط إجراءات أمنية مشددة. وجاءت المباراة عقب إعلان اتحاد كرة السلة المغربي توقيع اتفاقية تعاون مع الاتحاد الإسرائيلي، في 14 يونيو الماضي، “بهدف تطوير اللعبة في البلدين”.
وجاء ذلك في بيان للجامعة الملكية المغربية لكرة السلة، حيث أوضح أن “الجامعة توافقت مع الاتحاد الإسرائيلي، على توقيع اتفاقية بالعاصمة الرباط. وتهدف الاتفاقية، حسب البيان، إلى “التعاون بين الاتحادين للاستفادة من تراكم تجربة كرة السلة الإسرائيلية على مستوى التنظيم والتدبير المالي، إضافة إلى الاستفادة من التجربة المغربية”. ومنذ عودة العلاقات بينهما، وقعت إسرائيل والمغرب العديد من الاتفاقيات في شتى المجالات الاقتصادية والعسكرية والتعليمية والسياحية وغيرها، وذلك في ظل رفض هذا التطبيع من قبل هيئات وأحزاب مغربية.
استنكرت الحملتان المغربية والفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (MACBI) و(PACBI) إعلان الاتحاد المغربي لكرة السلة عن وصوله إلى اتفاق مع نظيره الإسرائيليّ لتوقيع اتفاقية تعاون بين الطرفين في مارس/آذار المقبل. وأعلن الاتحاد المغربي -في بيان رسمي نشره على موقعه الإلكتروني يوم 21 من الشهر الماضي- عن توصله لاتفاق تعاون “تاريخي” مع نظيره الإسرائيلي يشمل جميع المجالات التعليمية والصحية والرياضية والاجتماعية المرتبطة بكرة السلة.
وأوضح البيان أنه سيجتمع الطرفان الشهر المقبل لتوقيع اتفاقية التعاون والاحتفال بها، مشيرا إلى أنه سيتوج الحدث بتنظيم مباراتين وديتين بين الاتحادين لمنتخبي الرجال والنساء. ودعت الحملتان المغربية والفلسطينية -في بيان مشترك على الموقع الإلكتروني لـ “حركة مقاطعة إسرائيل” (BDS) – الرياضيين والرياضيات المغاربة والجمهور المغربيّ، وجماهير المنطقة العربية كافة إلى مقاطعة أي فعاليات رياضية تنتج عن هذا الاتفاق. وطالبتا الجماهير والقوى الحيّة في المملكة بضرورة تكثيف الضغط الشعبي “حتى يتراجع النظام المغربي عن تطبيعه” داعية مرة أخرى إلى مقاطعة كل ما ينتج عن هذا الاتفاق من فعاليات، والتعبير عن رفضها بكافة الطرق السلميّة الممكنة.