تساؤلات الضغط على الشعب اللبناني .. هل تجبره على الاتجاه إلى التطبيع مع الاحتلال؟
تساؤلات الضغط على الشعب اللبناني .. هل تجبره على الاتجاه إلى التطبيع مع الاحتلال؟
في تغريدة له على موقع تويتر أكد كبير مساعدي رئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية، حسين عبد اللهيان اليوم الجمعة “أن الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية “تنتهج سياسة عدم وجود حكومة قوية والانقسام وإضعاف المقاومة، وهي الوجه الثاني من تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وإضعاف لبنان”.
وتابع عبد اللهيان قائلاً: “لا شك في أن مثلّث المقاومة والجيش والحكومة اللبنانية هو الرابح الرئيسي”.تقارير صحفية عدة تحدثت عن محاولات الاحتلال الإسرائيلي من خلال وكلائه في المنطقة الضغط على لبنان من أجل الالتحاق بركب التطبيع مع الكيان، وهو مالم يتحقق حتى الآن، بل أرجعت تقارير إعلامية أخرى أن العمل على عدم تشكيل حكومة قوية موحدة لدولة لبنان حتى الآن يعود إلى العمل على توجيه دفة لبنان ناحية ساحل التطبيع مع الكيان الصهيوني.
في أكتوبر من العام 2020 كانت آثار إعلان كلا من دولة لبنان والكيان الصهيوني المحتل على ترسيم الحدود البحرية عددا من الأسئلة المطروحة حول مدى اقتراب لبنان من خطوة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهل تنحدر لبنان في سكة الإمارات والبحرين بإيعاز من المملكة العربية السعودية خاصة بعد أزمة الحريري الأخيرة في الرياض، كما أثار الإعلان عددا من المفارقات أيضا، منها أن الذي أعلن عن دخول لبنان في اتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين هو نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، وأحد طرفي ما يسمى الثنائي الشيعي، الذي يضم حركة أمل التي يرأسها، وحزب الله الذي يعتبر الجهة السياسية الأعلى صوتا ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، كما أنه الأكثر اشتباكا مع الكيان الصهيوني منذ رحلت المقاومة الفلسطينية عن لبنان عام 1982، هذه المفارقة التي قد تجعلك تظن التطبيع بعيدا ستتآكل عندما تعلم بأن حركة أمل هي التي قادت عملية تصفية المقاومة الفلسطينية في لبنان بعدما حاصرت مخيمات الفلسطينيين عام 1985 لسنتين ونصف، مارست فيهما تجويع الفلسطينيين وقصفهم، في الوقت الذي تكفل فيه نظام الأسد بالتعاون مع حزب الله بإنهاء الرديف اللبناني للمقاومة الفلسطينية “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، بعد محاولة اغتيال العميل أنطوان لحد، وبدلا من التعاون على مقاومة الكيان المحتل استمرت المحاولات حتى تم مطاردة وخطف واغتيال المشاركين في الجبهة حتى انتهت باستلام حزب الله لراية المقاومة وحيدا. فهل يرفض حزب الله التطبيع أم كان يمهد الطريق مع حركة أمل؟
المفارقة الثانية أن التواصل والاتفاق بين لبنان والكيان الصهيوني المحتل يحدث في وقت تختنق فيه دولة لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية الناتجة عن الأزمة السياسية في البلاد، حتى بدا لمن يتابع المشهد اللبناني بأن أمريكا وفرنسا تدخلتا من أجل مصلحة لبنان، لا من أجل مصلحة التطبيع مع العدو الصهيوني.
انهيار الاقتصاد اللبناني واستفحال أزمات الجوع والفقر في البلاد، فضلا عن الفضائح التي ظهرت بعد انفجار مرفأ بيروت، واندلاع حرائق واسعة، سببت كل تلك الأزمات حالة من اليأس لدى أبناء الشعب اللبناني بعد حراك جماهيري كبير كان ينتظر تحريك الماء الراكد لمصلحة الشعب، فازدادت الأزمات تفاقما، فهل عملية تأزيم الوضع الداخلي في لبنان، وبث اليأس في قلوب أهله، بغرض دفع الشعب عنوة تحت سيطرة الأزمات إلى القبول بمسار التطبيع لتحسين أحواله، أم هي مجرد أزمات تحدث في كل البلدان؟
الوضع الآن في لبنان لم يعد له إلا تفسير واحد، هو خلق وتعميق حالة من العداء لكل ما يمس القضية الفلسطينية، واستئصال الملف السياسي عن القضية كلها، كل ذلك يتم تحت مظلة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي من جهة المقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله، لكي يتقابل النظامين في النهاية على طاولة الاتفاق على التطبيع وتوقيع ورقته النهائية.
لقد باتت دور الإمارات والسعودية بالتناغم مع أمريكا وأوروبا في المنطقة هو دعم الاستبداد ومحاربة الحرية في كافة البلدان العربية، من أجل قطع الطرق التي من الممكن أن تخلق حالة من الرفض الرسمي لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وفي المقابل خلق مسارات واسعة اقتصادية وسياسية وثقافية.
اقرأ أيضًا: “إسرودان”.. حمدوك يمرر أول منظمة مجتمع مدني سودانية لدعم التطبيع