تزامنا مع ذكرى انتصار أكتوبر.. تطبيع جوى بين القاهرة وتل أبيب
في خطوة اعتبرها المحللون السياسيون إهانة لذكرى حرب أكتوبر المجيدة، حطّت لأول مرة، طائرة تحمل شعار “مصر للطيران” الناقل الوطني المصري في مطار بن غوريون في تل أبيب وسط الأراضي المحتلة.
وقالت قناة “كان” الرسمية، إنه اعتبارا من اليوم ستقوم “مصر للطيران” بتسيير أربع رحلات أسبوعيًا بين المطار الإسرائيلي والقاهرة، ويدور الحديث عن طائرة تجارية هي الأولى التي تحمل شعار الشركة المصرية بشكل علني، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وبعد توقيع “معاهدة السلام” بين مصر والاحتلال، بدأت الرحلات الجوية المباشرة بين مطار بن غوريون والقاهرة، لكن شركة الطيران المصرية لم تسيّر الرحلات بشكل طبيعي، بحسب المصدر ذاته.
ومنذ ذلك الوقت، أنشأت “مصر للطيران” شركة تابعة لها تسمى “طيران سيناء”، وكان الغرض الأساسي منها تسيير رحلات جوية بين البلدين، وذلك لتجنب الرحلات الجوية إلى “إسرائيل” تحت شعار شركة الطيران المصرية الرسمية.
وإضافة إلى استخدام طائرات شركة “طيران سيناء”، اعتادت شركة الطيران المصرية على تسيير طائرات أكبر إلى “إسرائيل” حسب الحاجة، ولكنها كانت مطلية باللون الأبيض دون أي شعار أو علامة تعريف.
وسبق أن أجرى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اتصالًا هاتفيًا برئيس كيان الاحتلال الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، لـ “التهنئة” بمناسبة حلول رأس السنة وفقا للتقويم العبري.
وجاء في بيان صدر عن مكتب هرتسوغ أن “الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، “اتصل بالرئيس هرتسوغ، وهنأه شخصيا على تنصيبه، وهنأ شعب “إسرائيل” برأس السنة وأعياد تشري اليهودية”، على حد وصف البيان.
وأضاف البيان أن هرتسوغ والسيسي “ناقشا القضايا الثنائية والمصالح المشتركة للبلدين الجارين”. وبحسب البيان “شكر الرئيس هرتسوغ الرئيس المصري على الدور المهم الذي يلعبه في السعي لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة”.
وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي إن الاجتماع الذي جمع نفتالي بينيت وعبد الفتاح السيسي في شرم الشيخ، ركز على العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث لم تكن القضية الفلسطينية القضية المركزية في الاجتماع، بسحب صحيفة جيروزاليم بوست.
وكان نفتالي بينيت قد حل ضيفاً على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في أول زيارة رسمية لرئيس وزراء إسرائيلي لمصر منذ ما يقارب 10 سنوات، تُوجت باجتماع شرم الشيخ بين الطرفين استمر 3 ساعات، ووصفه بينيت بـ”المهم جداً والجيد للغاية”.
فيما قال بيان الرئاسة المصرية إن اللقاء “ناقش العلاقات الثنائية وقضايا الشرق الأوسط وجهود التهدئة وإعادة الإعمار في قطاع غزة”. صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية نقلت عن المصدر الدبلوماسي الرفيع تأكيده أن حكومة نفتالي بينيت ترى “أن القضية الفلسطينية لا يجب أن تكون عالقة في وسط العلاقات الثنائية”.
لكن مصادر مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي قالت إن الاجتماع ركز بشكل أساسي على التعاون المصري-الإسرائيلي في المسائل الأمنية والجيوسياسية والاقتصادية، بما في ذلك الوضع في قطاع غزة”.
المصدر الدبلوماسي أكد ما كانت قد تناولته وسائل إعلام إسرائيلية، من أن قطاع غزة كان حاضراً في النقاشات من ناحية أمنية، حيث قال إنه تم التركيز على “وقف تهريب الأسلحة إلى غزة عبر معبر رفح”.
كما عاد السيسي، ليجدد ترحيبه باتفاق التطبيع بين الإمارات وكيان الاحتلال، معتبرًا إياه “خطوة في اتجاه إحلال السلام بالمنطقة”. وتضمن بيان للرئاسة المصرية أن السيسي أكد في اتصال هاتفي تلقاه من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو دعم بلاده لـ “أي خطوة من شأنها إحلال السلام بالمنطقة، بما يحافظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ويتيح إقامة دولته المستقلة، ويوفر الأمن الإسرائيلي”، على حد وصفه.
وشدد السيسي على “أهمية عدم إقدام الجانب الإسرائيلي على اتخاذ إجراءات أحادية الجانب تقوض فرص إحلال السلام، خاصةً الامتناع عن ضم أراض فلسطينية، بهدف إتاحة المجال لتضافر الجهود الإقليمية والدولية لتحريك الجمود الذي تشهده القضية الفلسطينية”.
وأوضح أن ذلك سيؤدي إلى “استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وصولاً لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفق المرجعيات الدولية، وتحقيق الأمن والسلام والازدهار لشعوب المنطقة”، على حد قوله. كما أشار السيسي إلى “أهمية الالتزام بتفاهمات التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فيما يتعلق بقطاع غزة في ضوء الجهود المتواصلة لتخفيف حدة التوتر بين الجانبين”.