ترميم الآثار اليهودية وهدم مقابر المسلمين.. نكشف سياسة نظام السيسي في التقرب من الاحتلال وتغيير هوية البلاد
أشادت الأوساط الإسرائيلية بترميم الحكومة المصرية لعدد من المعابد اليهودية في البلاد، في ظل هدم السلطات المصرية لمقابر تاريخية مسلمة، وهو ما أثار غضب المصريين.
وثمنت صحف عبرية بخطوة الحكومة المصرية بافتتاح معبد “بن عزرا”، أحد أقدم المعابد اليهودية في مصر، بعد الانتهاء من أعمال ترميمه، في الوقت الذي تهدم فيه السلطات المقابر الإسلامية التاريخية في القاهرة.
وشهد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، افتتاح المعبد، ضمن جولة تفقدية لعدد من المواقع الأثرية والتراثية التي انتهت أعمال الترميم والصيانة بها.
فيما صرّح وزير السياحة والآثار أحمد عيسى، بأن “مشروع ترميم المعبد اليهودي تضمن أعمال الترميم المعماري الدقيق، ومعالجة ودرء الخطورة لأسقف المعبد، وعزل الأسطح، وتنظيف الأحجار ومعالجتها، وإعادة تنسيق الموقع بالشكل الملائم الذي يتيح الرؤية البصرية للأثر”.
وأشار إلى أن صيانة منظومة الإضاءة بالكامل، وتنظيف الوحدات النحاسية والحديدية وأعمدة الرخام، بالإضافة إلى ترميم الزخارف الأثرية والمكتبة، لافتاً إلى أنّ المعبد كان يضم العديد من نفائس الكتب المرتبطة بعادات اليهود وتقاليدهم، وحياتهم الاجتماعية في مصر.
فيما قالت القناة “7” العبرية، وهي قناة ناطقة بلسان اليهود المتشددين في دولة الاحتلال إن مصر رممت وأعادت تكريس المعبد اليهودي الأشهر في البلاد، والذي كان يصلي فيه الرمبام إبراهام بن عزرا.
كما أكدت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، إن أعمال ترميم المعبد اليهودي الشهير في القاهرة استغرقت عدة أشهر، وانتهت بحفل تدشينه بعد ترميمه.
وأقدمت السلطات في السنوات الماضية وفي ظل حكم رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي على ترميم معابد يهودية رغم أن الصلاة اليهودية لن تقام فيها نظرا لعدم وجود النصاب الكافي وهو عشرة أشخاص بالغين.
كما أولت حكومة السيسي اهتماما لافتا بترميم وتنظيف مقابر يهودية وتم ذلك تحت إشراف اثنين من الحاخامات اليهود قدما للتأكد من أن عملية التنظيف تمت طبقا للشرائع اليهودية، وفق ما ذكرت صفحة “إسرائيل بالعربية” على موقع تويتر العام الماضي.
في المقابل، تصاعدت موجة الغضب والاستهجان، عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، اعتراضا على حملات حكومية لهدم وإزالة مقابر لشخصيات تاريخية بالقاهرة القديمة، بدعوى تطوير وتوسعة شبكة الطرق.
وزادت وتيرة أعمال الإزالة خلال آخر أسبوعين، في الوقت الذي انتشرت فيه قصص عن مقابر يعدّها الباحثون والمهتمون بالحضارة “أثرية وتاريخية” وسط دعوات مستمرة بوقف أعمال الهدم ونقل الرفات.
ومنذ انقلاب قائد الجيش عبدالفتاح السيسي، على الرئيس الراحل محمد مرسي عام 2013، زاد السيسي من تعميقه للتطبيع مع الاحتلال، والتي وصلت لتغييرات في المناهج الدراسية لتحسين صورة الاحتلال، والتي أشادت بها الأوساط الإعلامية في الاحتلال، حتى اعتبر السيسي في إسرائيل وفق ما صرح به مسؤولين إسرائيليين بالكنز الاستراتيجي للكيان الصهيوني.